أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الناشطة إسراء الشيخ.. تدعو لعمل يوم آخر لـ الإضراب.. فما قصة ضرب الاقتصاد من خلال الدولار ووقف التعاملات البنكية

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,جمهورية مصر العربية,قطاع غزة
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - خليل النظامي - تعيدنا تغريدة الناشطة إسراء الشيخ التي نسبت إلى نفسها مركز قيادة وإنطلاق حملة الإضراب العالمي التي أطلقت يوم الاثنين من تركيا التي تقيم فيها منذ سنوات طويلة، وتتبنى فكر وثقافة تيار الإخوان المسلمين وتمارسه على النمطية الليبرالية الحديثة، إلى حادثة تاريخية في جمهورية مصر العربية كشفت لنا تبعاتها عن الغموض الذي دام لسنوات طويلة حول العقلية العنجهية "المتفردة" التي يتمتع بها القادة السياسيون لهذه الجماعة، وكيف يعارضون كل السلوكيات السياسية الفطرية التي نشأت في غير حاضنة الإخوان، وتبنيهم للحركات والسلوكيات الطبيعية للأفراد لخدمة مصالحهم الخاصة، ظنا منهم أنهم هم الجماعة الوحيدة الأقدر والأكفأ لقيادة الشارع العربي والتفكير والعمل السياسي بالإنابة عنه.
الحادثة تمثلت بـ رفض جماعة الإخوان المسلمين في مصر المشاركة في إضراب "الرابع من مايو" الذي دعا إليه مجموعة من النشطاء الشباب غير المؤدلجين، حيث كان سبب إمتناع الإخوان آنذاك أنهم تيار وجماعة "لا تنساق خلف دعاوى بلا دراسة وتنسيق مسبق". وكان عبد الحليم قنديل أحد أبرز قيادي حركة "كفاية" التي تعتبر الأقرب في الاتصال والتنسيق السياسي مع الإخوان المسلمين في مصر قد إعتبر أن موقف الإخوان متناقض بشكل لافت، مستبعدا عقدهم لـ صفقة مع النظام المصري حينها، ومعزيا ذلك إلى فلسفتهم الخاصة في تغليب مصلحة الجماعة على مصلحة الشعب المصري. حيث أعتبر هذا الموقف وما تبعه من تفسيرات وتحليلات الأقرب في فهم عمق الفكر عند جماعة الإخوان المسلمين، والكاشف عن غموض دام لسنوات طويلة حول العقلية العنجهية التي يتمتع بها القادة السياسيون لهذه الجماعة، وكيف تعارض كل السلوكيات السياسية التي نشأت في غير حاضنة الإخوان، ظنا منهم أنهم هم الجماعة الوحيدة الأقدر والأكفأ في القيادة والتفكير والعمل السياسي.
ومن الجدير ذكره هنا ؛ أن دعوة الإضراب تبنتها كل من حركة فتح في الضفة وحركة المقاومة حماس ومنظمات ونقابات اردنية وعربية وتلقفها المواطن البسيط لكي يعبر عن دعمه لغزة.
ومما يلفت الإنتباه ويؤكد أن الناشطة الشيخ تسير وفقا لـ مسار جماعة الإخوان أنها قالت في تغريدة عقب الإضراب أن الفكرة مطروحة سابقا من قبل منظمات غربية، مشيرة إلى ان الكثير من المنظمات والنقابات تعتمد إسلوباً بيروقراطياً وصفته بالمقيت، لإتخاذ موقف أو قرا معين، ما ساقها إلى طرح الفكرة بشكل شخصي عبر منصات التواصل الإجتماعي ولاقت تفاعلاً كبيراً من قبل النشطاء والمشاهير الذين تلقفوها بشكل كبير على حد قولها.
اللافت بـ هذه الجزئية من تغريدة الشيخ، أنها قدمت نفسها على أنها الوصية الوحيدة التي تستطيع قيادة المشهد العالمي، ضاربة بعرض الحائط ومستهزئة بالكثير من تحركات النقابات والتيارات والمنظمات الدولية تجاه الأشقاء في قطاع غزة، مؤكدة بنفس الوقت انها الأقدر والأكفأ على إحداث التأثير في الشارع العربي. فضلا عن أن الشيخ، عادت وأكدت في ذات التغريدة بهدف إبراء نفسها من إنتماءاتها الفكرية وتظهر امام الناس بصورة المجردة آيديولوجيا، انها لم تستشر أحدا ولم تتواصل مع أي منظمة أو "جماعة"، وألقت بالتفاعل الذي عقب حملة الإضراب على عاتق النشطاء والمشاهير والمواطنين البسطاء الذين وصفتهم كي تعزز مصداقيتها أمامهم بـ "الصادقين"، وهم لا يدركون ما الذي يقف خلف هذه الكلمات التي يتم التغريد بها. وهذا السلوك الإتصالي يكشف لنا عن نمطية تفكير جماعة الإخوان التي تفتعل الكثير من الحركات والسلوكيات في الكثير من الدول العربية وفقا لفلسفة "رمي الحجر في البئر"، وتخرج نفسها في ذروة الوقت من المشهد كـ "الشعرة من العجين" لكي يخرج المشهد وكأنه سلوك فطري وطبيعي للجماهير.
الأخطر في ما غردت به الشيخ والذي أعتبره سقطة سردية وقعت بها أنها كشفت لنا حجم وطريقة التخطيط والتنظيم لحملة الإضراب التي لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال أن يخطط وينظم وينفذها شخص واحد متفرد مهما بلغ حجم تأثيره، حين كتبت أنه وبعد أن شاهدت حجم التفاعل على ما طرحت قامت بتفعيل فكرة "التواصل الشبكي" وهذه نظرية إتصالية تستخدمها عادة الأنظمة والتيارات السياسية والمؤدلجة ولا يمكن تطبيقها من قبل شخص واحد، وأتبعت قولها أن كل من قامت معه عمل وبكل سهولة على تشكيل فرق في كافة الدول العربية وصفتها بالتطوعية لتكون دقيقة، مهمتهم التواصل مع من يحيط بهم، ضاربة مثالاً من نوع فريد وبسيط لتوضح للناس أن سلوكها هذا برىء من أي أدلجة سياسية حول أمهات الطلبة اللواتي شكلن فرق ضغط على المدارس.
كيف لي كـ متخصص وباحث في علم الإتصال أن أساق خلف دعوة كـ هذه خطط لها بدقة بالغة وعلى طريقة العمل الإستخباري الذي تعجز عنه دول وأجهزة رفيعة المستوى رقميا واتصاليا، وأقتنع ان حملة المقاطعة ناتجة عن سلوك فردي قام به شخص واحد يدعي أنه غير منظم وغير مؤدلج، أي جنون فكري يمارس على الشارع العربي من قبل الجماعات التي إتخذت من العقيدة لباسا لتحقيق طموحات وأطماع سياسية على حساب المواطنين البسطاء.
ومن الغرابة في تغريدة الشيخ وكأنها تحولت من مؤثرة لـ قاضي قضاة في السماء وأكدت أن ملائكة السماء تكتب أسماء كل من شارك بهذه الحملة ووعدهم بأجر من الله، بهدف التلاعب بـ أذهان البسطاء ممن ينتمون لمنظومة الإيمان الفطري غير المؤدلج والملوث سياسيا وتحشد أكبر قدر ممكن لإيقاع الضرر على منظومة رأس المال العربية التي تضرر فيها صاحب دكان بسيط ليس لأسرته وأطفاله قوت يومي سوى ما تبيع هذه الدكانة. ولكي لا أنسى أن جزءاً من تغريدتها اعادني لـ مشهد من الفيلم المصري "جواب إعتقال" الذي كشف فيه الكاتب والمخرج محمد سامي أبرز أهداف الجماعات الإسلامية في جمهورية مصر التي تمثلت بـ ضرب الإقتصاد المصري من خلال الدولار ووقف التعاملات البنكية أو عمليات التسويق والشراء الإلكتروني، وهذا ما دعت إليه الشيخ الشارع العربي في تغريدتها، الأمر الذي يكشف لنا عن خلفية هذه التغريدة وخلفية هذه الحملة التي إنطلقت من تركيا وليس من مكان آخر.
ولم تنسَ الشيخ أو من يقفون خلفها توجيه رسالة مفادها أنهم إستطاعوا وبحمد الله تشكيل قاعدة شعبية وجماهيرية قوية، والإستدلال على ذلك، أنها لم تكتب (إستطعت وإنما كتبت إستطعنا) وهذه رسالة واضحة وموجهة للأنظمة السياسية والأمنية للدول العربية أننا أعدنا تموضعنا بشكل قوي في مراكزنا السابقة وإستعدنا قوتنا وكل ذلك بفضل ما يحدث في غزة وإنسياق ذهن الشارع العربي خلف عاطفته البريئة التي تم إستغلالها بطريقة إتصالية متطورة.
وبعد النجاح الباهر لـ حملة الإضراب تخرج الفاضلة الشيخ اليوم على الشارع العربي بتغريدة لافتة، ولكن بطريقة أعمق على المستوى الإتصالي العاطفي هذه المرة، وتوجه رسالة لـ الشارع العربي مفادها ؛ أن طلبا خاصا وصل من أهل غزة بعمل يوم آخر لـ الإضراب، وعادت نفس الكرة وكشفت عن أنها ضمن تيار وجماعة وليس منفردة بـ إستخدامها "وصلنا" وليس وصلني". وبهذه التغريدة تكون الفاضلة الشيخ قد كشفت لنا عن أن حملة الإضراب لم تكن حملة بريئة أو تعود لتنظيم وتخطيط وتنفيذ وقيادة شخص واحد، وإنما من قيادة وتخطيط جماعة لها تاريخ عظيم في التخطيط والتنفيذ لمثل هذه الحملات، ومكتبة التاريخ المصري خير شاهد على تفاصيل من يقود ويخطط وينفذ مثل هذه الحملات، والأوقات والأحداث العربية التي يتم إستغلالها لتنفيذ مثل هذه الحملات وتبنيها زورا لتحقيق مآرب جماعات وتيارات سياسية على حساب البسطاء. الأنباط
مدار الساعة ـ