الباحث الاجتماعي اسماعيل الخوالدة / مستشفى الامير الحسين
لا شك أن الوزير هو رأس الهرم في وزارته، ويقاس نجاح الوزارة بحسب ما وصلت إليه من إسهامات في خدمة الوطن والمواطن، إذ إن النجاح لا يقاس بحسب ولا نسب ولا جاه ولا شهرة ولا سمعة، والوزارة مثل الإمارة إن كنت أهلا لها أعنت عليها، وإن كنت غير ذلك وكلت إليها وليس لك منها إلا اسمها وفقدت رسمها، وكم من وزير يقول لسان حاله لو سلمت من هذا التكليف لكان خيراً لي، وهو يقول هذا الكلام إما تورعا أو لشعوره بعدم القدرة والكفاية، ويا حبذا لو أن كل مسؤول يجد في نفسه عدم الكفاية والقدرة أن يعتذر من هذا المنصب ويتركه لمن هو أهل له لأراح نفسه وسلم عرضه من النقد، ولكن ربما من هذه حاله يقبل بالتكليف مجاملة ونزولاً عند رغبة من كلفة ولا يقدم على الاعتذار ثم النتيجة في حال فشله يقال من منصبه.
إن الوزارة أمانة ثقيلة لها أبعادها والوزير الناجح يجب أن يتصف بصفات الرجل الصالح من حيث الإخلاص والنزاهة والأمانة، فهذه ركائز ثلاث متى ما توفرت في المسئول فهذا مؤشر قوي على نجاحه في عمله، فهو القدوة لمن تحت يده من الموظفين العاملين فصلاح الرعية من صلاح الراعي، والواقع يشهد لذلك فهناك وزراء نجحوا في عملهم فتراهم لا زالوا على رأس العمل لجدارتهم وإخلاصهم، فالإخلاص هو ثمرة العمل أياً كان نوعه، ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وفي حديث صححه الألباني لكثرة شواهده (إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه).
وخير مثال على ذلك الدكتور محمود الشياب وزير الصحة والذي دائما نشاهده في الميدان في زيارات مفاجئة لجميع مسشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة، حتى يتأكد بشخصه كيفية سير العمل..يكافئ الناجح في عمله ويحاسب المقصر لأن صحة المواطن الاردني في رقبته
أضف إلى ذلك إذا كانت مصلحة الوطن والمواطن من أولويات اهتماماته، بمعنى أنه يتفقد حاجات المرضى التي تخصه ويسعى جاهداً إلى تحقيقها بلا تسويف أو بعبارة ( تحت الدراسة ) التي سببت تعطيل المصالح أو تأخيرها، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، فالمسئول الأول عليه واجب الإدارة والرعاية التي تحقق الأهداف المنشودة، وعين المواطن شاهدة على تلك الانجازات سلباً وإيجابا، فكم من مسئول يثنى عليه ويشاد بإنجازاته في كل محفل من المحافل الوطنية لأنه يستحق ذلك وكم من مسئول آخر بخلاف ذلك ويوجه إليه اللوم والنقد بسبب تقصيره في أداء عمله.
تولى معالي الشياب وزير الصحة اعتباراً من 1 / 6 / 2016 – حتى الآن وزير البيئة بالوكالة من 14 – 20 / 11 / 2016وزير التنمية الاجتماعية بالوكالة من 31/ 10– 2 / 11 /2016 وزير البيئة بالوكالة من 9 – 18 / 9 / 2016 رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية من 8 / 7 / 2015- 31 / 5 / 2016 رئيس جامعة عمان العربية ، عمان – الاردن من 2 - 6 / 2014 وزير الصحة في المملكة الاردنية الهاشمية من 11/2010- 2 / 2011 مدير عام مستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي من 10 / 2004- 11 / 2011نائب رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية من 9 / 2003 – 9 / 2009المدير الطبي (رئيس الكادر) في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي 9 / 1999- 9 / 2003رئيس قسم طب الاطفال في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية ومستشفى الاميرة رحمة التعليمي من 9 / 1994 – 7 / 1998 مدير مركز صحي الجامعة الشامل 9 /1993 – 9 /1994 ترك بصمته في كل منصب تولاه لانه يعرف ان المنصب تكليف وعمل ليس شريفاً.
شهد الأردن خلال في فترة الشياب نقلة نوعية صحية شاملة حقق خلالها إنجازات كبيرة في شتى المجالات الطبية رغم الظروف القاسية التي يمر بها الاردن فنحن يحيط بنا اقليم ملتهب وكثرة اللاجئين في الاردن وما عاناه الاردن من آثار الربيع العربي وانعكاساته الصحية المؤلمة .
أخي الوزير لا تكن وزيراً بلا وزارة فالسعيد من وعظ بغيره وأدى الأمانة إلى من ائتمنك ولا تبخل على وطنك بشيء من جهدك ووقتك فوطنك بحاجة إليك، ليكون مثلاً يحتذي في كافة مجالات الحياة والله غي عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.