ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية على السواء أمر لا يصدقه عقل او يرضى به اي انسان عاقل لديه ضمير انساني، اسقط على قطاع غزة ما يقارب من 40 ألف طن من المتفجرات فهوت فيها المباني على سكانها مما ادى لاستشهاد ما يقارب من 800ر14 إنسان 74% منهم من النساء والأطفال، هؤلاء الناس ليسوا بشراً، إنما حيوانات بشرية وجب قتلهم وإبادتهم ولا يستحقون الحياة على أرض ملكوها عبر آلاف السنين وعلى ما ورد في التوراة «اني افتقدك ما عمل عماليق ياسرائيل..فالآن اذهب واضرب، وحرموا (اي ابيدوا) كل ما له، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلا وامرأة? طفلا ورضيعا، بقرا وغنما، جملا وحمارا» (صموئيل اول 2:15) وهذا ما فعله الجيش الاسرائيلي برا، وبحرا وجوا بالشعب الفلسطيني في غزة الهدف الاساسي هو تهجير اهل قطاع غزة الى سيناء بشكل اساسي هم يريدون الارض بلا شعب، والهدف الآخر هو قتل جذوة المقاومة واجتثاث الحاضنة الشعبية لاي شكل من اشكال المقاومة، واسكات صوت المقاومة الى الابد حرب شعواء بلا ضمير او اخلاق، وتدعمهم الولايات المتحدة والغرب بالمال والسلاح، والذخائر والاسناد القانوني في المحافل الدولية، ولهذا الدعم جُعلت اسرائيل فوق القانون الدولي بكل أشكاله لا تحاس? على جرائمها منذ 75عاماً من تاريخ الصراع، واي انسان او دولة او منظمة تنتقد اسرائيل توصف بمعاداة السامية وتحارب على هذا الاساس لما لا فهم الضحية دوما وبهم عملت المحرقة وها هم يعيدون الكرة مرة اخرى بمحرقة كاملة المعالم لشعب غزة، ويسقط القناع عن الغرب كاملا وانحيازهم الكامل لكل ما تفعل اسرائيل المظلومة والضحية
إن موقف الولايات المتحدة الذي يقدم الدعم العسكري والقانوني لدولة الاحتلال مستخدما حل الدولتين لفظيا وهي في حقيقة الامر غير قادرة على الضغط على اسرائيل في هذا الامر وحكومة بايدن ليست لديها الوقت الكامل ان ارادت في تحقيق هذا الامر السنة القادمة سنة انتخابات رئاسية ويسعى الرئيس الديمقراطي لكسب التأييد والمساندة من اصوات اليهود ودعم منظماتهم، لكن بايدن يخسر الساحة السياسية على الارض ولا امل له بالفوز في هذه الانتخابات وفيما لو نجح الحزب الجمهوري فلديه مشروعه القائم على السلام مقابل السلام والتطبيع مع اسرائيل ع?ى اساس الاتفاقيات الابراهيمية
يزيد عن سكان الوطن العربي عن 450 مليون مواطن من المحيط الى الخليج مقابل 16 مليون يهودي في العالم وترجح كفة اليهود في كل شيء على العرب اجمعين، اذ يتقدمون عليهم في شتى المجالات وينالون الحظوة لدى الغرب في كل شيء نعم انهم الضحية، ويبطشون في فلسطين التاريخية 200ر7مليون مواطن فلسطيني بلا هوادة واليوم غزة وغدا الضفة، الجميع يجب ان يصمت ويرضى بالاحتلال وإلاّ عليه المغادرة وترك البلاد
والسؤال: هل حل الدولتين ملائم الآن؟ يمكن ان يكون ذلك قبل ثلاثة عقود كان مناسبا لكن حل الدولتين الآن لا يمكن تطبيقه على ارض الواقع اذ انتشرت المستوطنات في الضفة بما يزيد عن 140 مستوطنة غير العشوائية وتم توطين 750 الفاً على الارض احاطوا بالتلال حول المدن وشكلوا نقاط قوة مسلحة تعتدي على كل الاهلين في الضفة، ناهيك عن عملية تهويد القدس الشرقية وزرع المستوطنات كطوق اساسي حولها وتسكين 250 ألف مستوطن فيها وصرف هويات اسرائيلية مقدسية على العرب فيها. ان الامر معقد لدرجة كبيرة خصوصا مع استعصاء العقل اليهودي بقبول الا?ر وعدم تقبله قيام دولة فلسطينية الى جواره، لا هم يريدون وليس العالم بقادر على فرض ارادته عليهم
ان ما يكرس ذلك هو حالة الانقسام والتشرذم الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركات المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي وبينهم ما صنع الحداد، ان المرحلة ما بعد غزة تتطلب الاسراع في المصالحة الوطنية والوصول الى القواسم المشتركة دون ذلك ستنفرد اسرائيل بالطرفين او الآن غزة ومن بعدها طوفان الضفة الغربية، وهنا لا ننسى ان «طوفان الاقصى» حركت القضية الفلسطينية الراكدة منذ سنوات وجعلت العالم يفكر بحل وهو غير قادر على ذلك
الاردن هي توأم فلسطين، فالجغرافيا والتاريخ والديمغرافيا تلعب ادوارا كبيرة في العلاقة التاريخية وما يمس فلسطين يمس الاردن، فالاردن وقعت معاهدة سلام وادي عربة عام 1994، هادفة في ذلك الى انطلاق عملية سلام شامل وعادل يقوم على انسحاب اسرائيل من كامل الاراضي التي احتلت في حرب حزيران 1967 وهذا ورد في مقدمة الاتفاقية، ووضع نص يعطي الاردن الدور القانوني والاداري للمقدسات الاسلامية والمسيحية، وما سمي بالدور الخاص للأردن على المقدسات، هذا ويؤمن الاردن بحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعبر عقود طويلة س?ى ويسعى الاردن الى حل دائم يقوم على الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن 242، 338 وحق العودة والتعويض، ورفض التوطين، والتهجير معا، وتعتبر القضية الفلسطينية شأنا داخليا وخارجيا معا، ومنذ العدوان الآثم على غزة تبلور الموقف الاردني برفضه القاطع لعملية تهجير اهل القطاع الى مصر العربية، او اي مكان آخر ويقف نحو اطلاق جدي لعملية سلام دائمة وشاملة تعطي الفلسطينيون حقوقهم المشروعة ومن ضمنها حق تقرير المصير، ويجب محاربة اسرائيل على جرائمها غير الانسانية، غير ان اسرائيل التوراتية لها اطماع في شرق الاردن على اساس ان الض?تين للنهر هما لهما وتؤمن بالرؤى التوراتية الداعية الى «اسمع يا اسرئيل انت اليوم عابر الاردن لكي تدخل وتمتلك شعوبا اكبر واعظم منك» هذا يدل على العقل والاطماع اليهودية فان تم الانتهاء من تهجير غزة سيأتي الدور على اهل الضفة والاردن يرفض هذا الامر تماما حتى لو ادى لوقف معاهدة السلام، وعليه فان العقل اليهودي لا يقبل بالآخر ولا يريد السلام مهما كان وايا كان لانهم شعب الله المختار والمميز عن الآخرين وهذه الارض هبة من الرب لا يقاسمهم فيها أحد
الجامعة الأردنية.الرأي