أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الملك يخاطب الرأي العام الأميركي


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

الملك يخاطب الرأي العام الأميركي

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
يختار جلالة الملك عبدالله الثاني مخاطبة الرأي العام الغربي، والأمريكي تحديدا بشأن الحرب على غزة، عبر «الواشنطن بوست» الصحيفة الشهيرة في الولايات المتحدة، في توقيت دقيق بشأن ما يجري في غزة.
فالمقال الملكي يأتي بعد ساعات من حشد كبير لأنصار إسرائيل في ولايات أمريكية عدة، حيث تدور هناك نقاشات وخلافات حادة في الرأي العام، وجلي التصدع الذي وصل إلى الوزارات الأميركية الهامة مثل الخارجية، حول دعم إسرائيل.
ومن هنا تنبع أهمية مخاطبة الرأي العام الأمريكي دعما لكل المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، الذين بدأت أصواتهم تعلو بضرورة رفع الظلم عن الفلسطينيين وصولا لاقامة دولتهم المستقلة، خاصة بعدما كشفت حرب غزة عن وجه إسرائيلي بشع، حطم سرديتها التي لطالما سعت لاظهارها بدعم لوبيات شتى.
في مقال الملك جملة من دلالات هامة تفند طروحات إسرائيلية تريد حلولا أمنية في قطاع غزة، وهي حلول بعيدة عن الحقائق، وبينها مسألة ترحيلهم، وتهجيرهم إلى أصقاع الأرض، لذا يؤكد المقال الملكي أن «سكان غزة لن يتركوا منازلهم بسبب منشور» موضحا للرأي العام الأمريكي أن مغادرة الغزييين تعني لهم فقدان الأمل والكرامة.
وفي العمق من المقال يحذر الملك من صراع سرديات يعمق الشعور بالظلم، ويجدد على أن هذا الأمر يعني مزيدا من ثقافة الكراهية واضطراب يتجاوز حدود المنطقة إلى العالم، بما يهدد استقراره.
ويأتي في متن المقال التأكيد على أهمية حل الدولتين من منطلق طرح تساؤلات للقارئ عن البديل، فالدولة الواحدة تعني استيعاب إسرائيل لهويات لا تريدها، بل وهو حل لا يتناسب وحقوق الفلسطينيين.
لذا، فالملك يطرح الحل بصيغته الواقعية في وقت تنشغل فيه واشنطن وعواصم أخرى بالتفكير في ما يجري اليوم بغزة، وما هي الصيغة الممكنة للحل، فلا يمكن أن تبقى إسرائيل وآلتها العسكرية هكذا منفلتة تتجرأ وتتطاول على حرمة الحياة وعمرانها في القطاع والضفة.
إن الشجاعة اليوم في خوض معركة إسناد أنصار فلسطين في عواصم القرار، فنحن وعلى شعورنا بالمرارة مما يجري يوميا في غزة، أمام لحظة مناسبة بدأ فيها يتشكل رأي عام مضاد للرواية الإسرائيلية، ومؤمن بضرورة حل أقدم القضايا، القضية الفلسطينية، وكما وصفها الملك «انتصار لانسانيتنا».
ومن هنا تأتي أهمية الخطاب الملكي المؤكد على ضرورة العدالة لفلسطين.. ومقال الملك ضرورة لكي يصغي العقل وصاحب القرار ألا حل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ