المؤمنون بهذا الوطن مدركون أنه سينتصر برؤيته، وبخطابه، وبمقدرته المعهودة، رغم أن من بين ظهرانينا من هم دائماً ما يرددون على أسماعنا ذات الكلمات، التي تحاول أن تصور أدوارنا على أنها هينة، ولكننا تجاوزنا، ونتجاوزها دوماً بطبيعة الحال، لنا في التاريخ عبر وفي الماضي أدوار، وفي الحاضر مواقف، ومن شاء أن يستزد فالتاريخ والحاضر الأردني فيه الكثير من العناوين، التي تعبر عنا، وعن هذا الوطن، والمؤمنين به، وبقدره ودوره.

فالأردن تصدى لمخططات أكبر، ومرت عليه أكثر من ذلك، ورسم عابرون كثر له فرضيات ونظريات، وأعلّوا الصوت، ولكنه بثقته بقيادته وملوكه من بني هاشم الكرام، عبر ويعبر دوماً، مدركا أن قدره أن يكون وطناً متسامحاً، يتسامى عن كل شيء إلا عن مبادئه وما تأسس عليه، منذ مرّ جيوش النهضة من هنا، ومنذ استشهد الملك المؤسس الشيخ الجليل، عبدالله الأول ابن الحسين على أبواب الأقصى، ومنذ أن أعاد الحسين إلى العروبة ثقتها بذاتها في الكرامة، إلى أن أعلنها مليكنا المفدى عبدالله الثاني بإنهاء العمل بمحلق الباقورة والغمر في لحظة هوان وحديث?عن صفقات قرنٍ وغيرها.

واليوم، وفي خضم ما نمر به، فإننا على ثقة بموقف الدولة، بقيادة الملك عبدالله الثاني، وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ابن الحسين، وبمواقف جريئة، مدركة للتاريخ والجغرافيا، ولطموحات الناس، وآمالهم، وبأن الأردن قادر على أن يكون له دور وكلمة.

فالأردن، ومنذ اندلعت أحداث غزة، وهو في مقدمة الصفوف، يقود الملك عبدالله الثاني جهوداً جبارةً، ويسخر لأجل غزة وأهلها كل الدولة وإمكانياتها، ورصيدها الدبلوماسي والسياسي، بثقةٍ بالأردنيين، وبأن لهذا البلد مبدأ حق لطالما يرسو ويكون، ويتجاوز كل «مثلبة» وظرف.

فاليوم، نحن خلف مليكنا وولي عهده، في التصدي لمخططات، أيا كان مصدرها، ولطالما خبرنا هذه الظروف، فهذا الوطن صابر ومرابط منذ أن شاء الله له أن يكون، ويتشكل، بجوار فلسطين، ولأجل أمته، وهو سليل خطاب نقيٍ بمبادئه ومراميه، وهو صاحب إرث قادر على أن يستنهض وبأيّ وقت.

اليوم، نحن أمام لحظة فارقة في تاريخ أمتنا، وهي لها ما بعدها، ونحن أحوج ما نكون إلى الثقة بدولتنا، وقيادتنا الهاشمية، والالتفاف حولها، لأجل أن نكون كما كنا على الدوام، قادرون على حماية فلسطين بداية، وحقوقها، وعلى حماية أردن قويٍ لأجل فلسطين، ولطالما كان هذا الوطن صابراً مرابطاً، على عهد الوفاء لكل ما هو حق عربي، وسيبقى بقيادة مليكنا المفدى.. لأجلنا، ولأجل فلسطين، ولأجل كل ما هو عربي.