أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

خطاب الملك.. قوة الحق


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

خطاب الملك.. قوة الحق

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
مرات عدة قرأت خطاب الملك عبدالله الثاني، في قمة القاهرة للسلام، وكانت أكثر كلمة جلية في متن الخطاب هي السلام، الذي يؤمن بقوة الحق، لا حق القوة، ومن هنا كانت فلسفة الخطاب تنطلق من قوة الحق.
فالملك عبدالله الثاني، أرسى أمام الجمع من القادة والزعماء ممن حضروا القمة، صيغةً أهميتها في أنها تعبر عن ضرورة سماع قوة الحق، وصوته، لا الاحتكام إلى الحق بالقوة، ومن بين أهم الإشارات التي حملها الحديث الملكي البدء بتحية الإسلام وبلغتين عربية وإنجليزية لتخبر السامع أن ما نريده من قوة الحق عابر للغات، ولعل الحديث بالانجليزية يُسهل على صوت منطقتنا بالوصول إلى الضمير الغربي، فالعالمي.
كما كان صوت التاريخ حاضراً في حديث الملك، بدءاً من العهدة العمرية، وقواعد الاشتباك في ديننا الإسلامي الحنيف، بقول جلالته «العهدة العمرية، التي صدرت على عتبات بوابات القدس قبل ما يقرب 15 قرنا من الزمن وقبل أكثر من ألف عام من صدور اتفاقيات جنيف، أمرت الجنود المسلمين بألا يقتلوا طفلا، ولا امرأة، ولا كبيرا في السن، وألا يقطعوا شجرة، وألا يؤذوا راهبا، وألا يدمروا كنيسة. هذه قواعد الاشتباك التي يجب على المسلمين تطبيقها والالتزام بها، كما يتحتم الالتزام بها على كل من يؤمن بإنسانيتنا المشتركة، فحياة كل المدنيين ثم?نة».
فالانطلاق من التاريخ، وصولاً إلى ما يجري في غزة اليوم، والحديث بوضوح عن ازدواجية المعايير الدولية بالتعامل مع القضية الفلسطينية بجملتها، هي تأكيد على أن ما تشهده فلسطين اليوم من ظلم عالمي، وانتهاك إسرائيلي لكل هذه القيم التي يرددها الغرب، هي صرخة من المنطقة تحذر من أنّ القادم أسوأ إن لم يكن هناك حراك دولي ينقد طروحات السلام.
إذ حذر جلالة الملك من أن هذا الصراع لن يبدأ قبل أسبوعين، ولن يتوقف إذا ما بقيت الأمور تسير على «طريقٍ ملطخ بالدماء"؛ وأن ما يجري اليوم من صمتٍ على حصار غزة منذ أسبوعين يرسم حوله علامة تعجبٍ كبيرة، لذا ذكر الملك عبدالله الثاني الغرب من ازدواجية معاييره، «ففي مكان آخر كان العالم ليدين استهداف المدنيين وحرمانهم المتعمد من الغذاء، والمياه، والكهرباء..».
كما وجه الملك في كلمته إلى القيادة الإسرائيلية الحالية التي تبني على الأمن، وتفرض حقائق غير شرعية».. بالإضافة إلى التحذير من أن لا حل في الشرق الأوسط، دون حل القضية الفلسطينية.
إنّ الصيغة الملكية في القاهرة، سبقها، ورافقها، وما يزال جهد دبلوماسي جبار، ينطلق من فلسفة قوة الحق، وأنّ هذا الحق سيبقى له صوت، وحراك، بل وفي لحظةٍ له حراب تحميه.. ومن هنا تاتي قوة الطرح الملكي بأنّ دوامة العنف هذه والمطالبة بتحقيق السلام لها منطلقات وأرض وتاريخ وحاضر ثابت، وأن خيارات المطالبة بالعدالة ستبقى تلح على الجميع حتى يرفع الظلم عن فلسطين كلها، وتتحقق للفلسطينيين العدالة..
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ