أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عضو أو مراقب ما الفرق؟!

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

ناقشت فضائيات كثيرة الكلام معنى واهداف حضور الاردن لمؤتمر الاستانة الثاني لوقف اطلاق النار في سوريا. وذهب محللو وزوار هذه الفضائيات بعيدا في استنتاجاتهم. لكن حديث جلالة الملك الينا اول امس وضع ثلاثة خطوط تحت هذه المشاركة:

- اولاً نحن مراقبون ولسنا مشاركين.

- كان المفروض منذ البداية ان تكون روسيا وتركيا هما ضامنتان لوقف اطلاق النار، فاخذت ايران تحرض حتى لا يكون دورها – كما هو – طرف في اطلاق النار، وحتى تستأثر بالدورين: مطلق النار وضامن مطلق النار. وهكذا اعطتها روسيا دورا.

- الاردن حتى نتذكر كان موجودا كنقطة المراقبة الثاني على وقف اطلاق النار.. وكانت النقطة الاولى مطار حميميم السوري. وهي نقطة رقابة تكنولوجية عسكرية تتطلب قدرات فنية رفيعة.

ولعل جلالة الملك والرئيس بوتين في اللقاء الاخير رغبا في حضور الاردن مؤتمر الاستانة، ليكون العضو الرابع طالما ان دوره كرقيب «اصبح متكاملا»... لكن جلالة الملك الحذر رغب ان يكون عضوا مراقبا. لان الدور الاميركي لم يكن واضحا، وهو ما زال كذلك. فعبد الله الثاني الحذر يحب ان تكون سياسته لها استقلالها. فهو يرى – حفظه الله – منذ بداية الصراع في سوريا والعراق وغيرهما، ان دورنا يجب ان لا يختلط بحسابات القوى الكبرى، وان يكون مختلفا في سوريا عنه في العراق، وعنه في اليمن، فأختار أن يحدد هو الدور الاردني في استقلالية مثيرة للاعجاب توافق عليها روسيا وتوافق عليها اميركا. ولا تصادم القوى الاقليمية التي تورطت في مساقات الحرب الباردة القديمة في حين ان الوضع الحالي لا يحتمل مثل هذه الحرب.

لدى زيارة الحسين العظيم الاولى لواشنطن، التقى الرئيس ايزنهاور بطل الحرب الثانية، ورئيس الولايات المتحدة الاقوى.. وكان ذلك عام 1958، وسجل الرئيس في مذكراته ظاهرة ان ضيفه الشاب آنذاك: كان هدوءه النفسي يشعُّ على الجلسة، واغلب الظن ان هذه الخاصية الكارزمية انتقلت الى عبدالله الثاني.. فهدوءه النفسي يسيطر على الجلسة ويشيع فيها كل ما يحمله الهدوء من العمق والفهم المتبادل، والعقل والخلق.

الرأي

مدار الساعة ـ