هذا هو الحال مع القبول المباشر وهو القرار الذي خفف نوعا ما العبء المالي عن الجامعات الطرفية مما سمح لها بتقديم خدماتها التعليمية للطلبة, والقدرة على دفع رواتب العاملين فيها وتوليد فرص العمل في تلك المناطق النائية, اضافة الى التخفيف عن الطالب وذويه في القبول المباشر وخاصة ان كان من سكان تلك المناطق الطرفية.

تفاجأنا هذا العام بإلغاء قرار القبول المباشر في الجامعات , وبعد جولة سريعة على أسباب الالغاء وجدت ان السبب المباشر للإلغاء هو (عدم نزاهة وشفافية) بعض الجامعات في القبول المباشر نتيجة الضغوط الكبيرة لبعض وجهاء المناطق واصحاب النفوذ أحيانا, مما أدخل العملية برمتها في حالة ارباك , اضافة الى الوقت الطويل لإعلان نتائج القبول المباشر للجامعات.

حقيقة هذه أسباب واهية لإلغاء نظام القبول المباشر , حيث ان استشعرت الجهات المسؤولة أي عبث في العملية , فلتقم بواجبها ولتضبط الامر قانونيا ولا ترحم احدا , وهذه مسؤولية الجهات المختصة.

ولكن ان تعمقنا قليلا , سنجد مطالبات الجامعات الخاصة بشمولها بالقبول المباشر , لا بل ادخالها في نظام القبول الموحد , واصبح القبول المباشر عند الجامعات الخاصة معضلة بطريق زيادة حصتها من السوق المحلي في الطلاب , وهذا بالضبط ما قاله احد رؤساء الجامعات الخاصة على الهواء مباشرة في برنامج (دنيا يا دنيا ) على قناة رؤيا في عام 2020 , حيث قال :

(وضرب مثالًا على ما تعانيه الجامعات الخاصة في هذا السياق، بقوله إن عدد طلاب التوجيهي الذين حصلوا على معدل 65 في المئة وما فوق هذا العام كان 57510 طلاب، قُبل منهم على قوائم القبول الموحد 47951، فيتبقى منهم 9553 طالبًا، معدلاتهم فوق الـ 65، ولم يترشحوا للقبول في قوائم القبول الموحد، لكن كل هؤلاء ليسوا حصة الجامعات الخاصة، فـ نسبة منهم يلتحقون في الجامعات الرسمية بالبرنامج الموازي، ونسبة أخرى تدرس في الخارج، ناهيك عن أنه سُمح هذا العام للجامعات الطرفية بالقبول المباشر، وبالتالي تصبح حصة الجامعات الخاصة جد متواضعة.)

وهنا اطرح الامر أمام معالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي , هل نُضّحي بجامعاتنا الطرفية التي تعاني من حيث الاصل من قلة الدعم الحكومي هذا ان وجد , بحجة ضغط الجامعات الخاصة وأصحاب رؤوس الاموال؟!

سؤال مفتوح امام معالي الوزير الاكرم ..