مدار الساعة - كتب: زيد الدهامشة/
هاشم جراروه - يطرح هذا المقال سؤالًا مهمًا حول إمكانية انقطاع الإنترنت عن العالم. وقد ازدادت هذه المخاوف في السنوات الأخيرة، حيث أصبح الإنترنت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية. اولا ما هو الانترنت، لفهم كيف سيتم قطع الانترنت عن العالم يجب أن نكون صورة عن ماهية الانترنت وآلية عمله، والانترنت هو عبارة عن مجموعة شبكات لا مركزية متصلة معًا عبر عدة آليات يتم فيها تبادل البيانات وتوجيهها على شكل حزم إلى أجهزة الاستقبال حيث يتم فكها وعرضها.
في آخر ١٠ سنوات بدأت فكرة انقطاع الإنترنت عن العالم بالطوفان في ذهون مستخدمي الشبكة المعلوماتية معبرين عن قلقهم وتخوفاتهم المبررة، نتيجة حجم العواقب والأضرار الناتجة عن انقطاع الإنترنت، ومن الأمثلة على العواقب، الحكومات الإلكترونية وتعطلها، والكوارث الاقتصادية الناتجة عن ذلك الانقطاع، عوضًا عن المشاكل الأمنية والعسكرية التي ستحدث نتيجة اعتماد الدول في قواعد بياناتها العسكرية على الإنترنت.
لكن هل يمكن لجهة واحدة أو عدة جهات قطع الإنترنت عن العالم؟ الإجابة على هذا السؤال هي لا. والسبب وراء ذلك يعود إلى طبيعة الإنترنت نفسها. الإنترنت هو نظام لامركزي، ولا يوجد جهة واحدة أو عدة جهات كبيرة تتحكم في "الإنترنت" بشكل مطلق. إنها مجرد شبكة تضم مقدمي خدمات يتيحون الوصول إلى الشبكة.
هل تم قطع الانترنت من قبل؟ نعم تم ويتم قطع الانترنت عن مناطق جغرافية محددة عن طريق مزود الخدمة حيث أنه يمنع وصول تلك المنطقة إلى الشبكة المعلوماتية، لكن بالنظر اليوم الى تقنية (Star Link) أو ما يسمى بإنترنت الأقمار الصناعية بات من المستحيل قطع الوصول الى الإنترنت عن أي منطقة جغرافية في العالم إذا كان الفرد قد اشترك في خدمات إنترنت الأقمار الصناعية.
لكن علميًا يمكن قطع الانترنت عن العالم كله بسبب ظاهرة كونية تعرف بالعواصف الشمسية (Solar Storms ) التي قد تكون مدمرة للمجال الكهرومغناطيسي للكرة الارضية بشكل كامل، حيث أنه من المؤكد حينها أن يكون سبب انقطاع الإنترنت عن العالم هو انقطاع الشبكة الكهربائية عن العالم، لكن لا داعي لذلك القلق المفرط حيث أن وكالة (NASA) تعمل على توفير أقمار صناعية قادرة على مساعدة المجال الكهرومغناطيسي للأرض وتنبيهنا بالعواصف الشمسية قبل وصولها للأرض، لاتخاذ تدابير وقائية لحماية البنية التحتية للإنترنت والكهرباء.
وهنا نأتي الى كيف ستكون الأوقات بعد "العواصف الشمسية"؟ ستتجه الدول والحكومات إلى تشكيل فرق طوارئ تهدف الى استعادة المنشئات الحيوية التي تقوم على قطاع الكهرباء والإنترنت. وسيعود الإنترنت خلال أقل من شهر إذا تم اتخاذ الإجراءات الوقائية الصحيحة. وأن حجم الخسائر الاقتصادية ستقدر بمئات المليارات، كما انه في دراسة أجرتها شركة "PricewaterhouseCoopers" أظهرت أن انقطاع الإنترنت عن العالم لمدة أسبوع سيكلف 100 مليار دولار.
وفي الختام، من المستحيل أن ينقطع الإنترنت عن العالم بالكامل بسبب غير طبيعي. حتى لو حدث انقطاع بسبب طبيعي، فسيتم إصلاحه بسرعة. ومع ذلك، فإن عواقب انقطاع الإنترنت عن العالم ستكون كارثية.