سليم الأعرج
بات لدينا في الآونة الاخيرة ظاهرة جديدة يُكرُّمُ فيها المسيء للدولة بأعلى المناصب، فكل من يذهب للذم والقدح والتهديد والوعيد للدولة يتم تكريمه وتبجيله على انه انسان مثقف ذو بُعد فكري مُنقطع النظير.
هنا لا اقصد طبعاً المناكفات التي حصلت في حق احد الوزراء والجدال الذي دار حول هجومه على الدولة الاردنية والنظام في احد الاعتصامات ولا اسامحه اذا ثبت ذلك فعلاً، ولكن ما أقصده هو تسميم تعريف حرية التعبير الثقافي المقدّم لأجيال الجامعات.
من أقصده يا سادة هو اكاديمي في جامعة رسمية اصدر كتاباً اعتمد فيه على وثائق أساءت إلى الدولة الاردنية ورموزها ومؤسسيها بألفاظ واتهامات وافتراءات خطيرة..
هذه الوثائق يا سيادة كانت ولا تزال أجهزة مخابرات اقليمية تدسها بين الحين والاخر لتسيء للأردن ورموزه.
لم يتوقف الامر عند ذلك، بل ان الجامعة صرفت مبلغاً يقارب (20) الف دينار اردني على اعداد وطباعة وتوزيع هذا الكتاب من مخصصات الجامعة، اضافة إلى حصوله على مكافأة مالية تقارب (10%) من النسخ المباعة بعد الطباعة او المهداة اي ما يقارب (2000) دينار.
ورغم تشكيل الجامعة للجنة تحقيق بعد كشف وكالة مدار الساعة الاخبارية للقضية، وعلم الجهات المعنية بتفاصيل القضية؛ تذهب الان وزارة الثقافة من خلال إحدى مديرياتها نحو تكريم المسيء للوطن والاحتفاء به، ولا ندري هل هي كولسة العلاقات الاقليمية المحلية أم أنها ظاهرة "ذم الوطن.. تحصل على تكريم وتبجيل".