أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عندما تتدخل السياسة في كأس العالم لكرة القدم

مدار الساعة,مقالات,كأس العالم
مدار الساعة ـ
حجم الخط

قررت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قبل المونديال بفترة وأن أي عضو من العائلة الملكية لن تطأ قدماه روسيا، لمساندة المنتخب الإنجليزي لكرة القدم في منافسات كأس العالم 2018. هذه المقاطعة الدبلوماسية تقررت بعد أن تعرض جاسوس روسي سابق وابنته للتسمم بغاز للأعصاب، على أرض المملكة المتحدة التي تتهم روسيا بالوقوف وراءه.

موقع قناة "بي. أف. أم. تي. في." الفرنسية تطرق إلى تاريخ أحداث مشابهة، تعرضت لها منافسات سابقة لـ كأس العالم، وهي تتراوح بين المقاطعة أو اقصاء فريق لأسباب سياسية. أبرز تلك الأحداث مثلما وردت في الموقع، ارتبطت بكبرى التغيرات الجيوسياسية العالمية خلال العقود الثمانية الماضية.

في المأساة النمساوية سنة 1938

كان المنتخب النمساوي لكرة القدم من أفضل المنتخبات الأوروبية خلال الثلاثينات، عندما كان المنتخب الإيطالي بطل العالم. وقد ترشحت النمسا إلى كأس العالم التي نظمتها فرنسا سنة 1938، بعد أن أزيح النمساويون من نصف نهائي الدورة السابقة. ولكن النمساويين لن يذهبوا إلى فرنسا، إذ اجتاحت ألمانيا النازية النمسا وضمتها إلى أراضيها، وضم المنتخب الألماني عناصر عدة من المنتخب المحلي، لكن النمساوي ماتياس سيندلار رفض تقمص الزي الذي حلم النازيون بأن يلبسه. وفي العام الموالي وجد ماتياس ميتا مع صديقته اليهودية من أصل إيطالي في فيينا، وإلى اليوم ما تزال ظروف تلك المأساة غامضة، ويصعب التأكيد إذا كان موته بفعل انتقام من جهاز الغستابو، أو اختناقا بالغاز مثلما أعلن عن ذلك وقتها.

وفي إبعاد ألمانيا في 1950

بعد الحرب العالمية الثانية قسمت المانيا إلى قسمين: ألمانيا الشرقية بنظام اشتراكي وألمانيا الغربية بنظام لبيرالي، وبسبب الذاكرة القريبة والحية بشأن الحرب العالمية، لم يسمح لألمانيا واليابان بالمشاركة في أدوار مقابلات الترشح إلى المنافسات التي احتضنتها البرازيل سنة 1950.

وفي مآزق مع كوريا الشمالية والاتحاد السوفياتي في 1970 و1974

في سنة 1970 رفض نظام كيم إيل سونغ في كوريا الشمالية مواجهة الفريق الإسرائيلي، خلال مباراة من أجل التأهل بسب خلافات سياسية، وبالتالي لم تتسن لكوريا الشمالية المشاركة في نهائيات كأس العالم التي جرت في المكسيك.

عندما نادت اصوات بالمقاطعه عام 1978

كانت سياسة أمريكا اللاتينية والسياسة القمعية التي أثارتها إحدى دكتاتورياتها تغذي يوميات كرة القدم، وتاريخ كأس العالم التي جرت في الأرجنتين، وكان السؤال المطروح لعدد من الدول: هل يتعين الذهاب إلى الأرجنتين أم لا؟

قبل سنتين من ذلك التاريخ أمسك الجنرال فيديلا بالحكم في بيونس أيرس، وارتكب النظام تجاوزات عدة من أجل تشديد قبضته على السلطة، فتعالت في أوروبا أصوات تدعو على مقاطعة منافسات كأس العالم في الارجنتين، وعدم إضفاء الشرعية أوإعطاء ضمان لنظام جورج فيديلا، ولكن في نهاية الأمر نجت الأرجنتين من الإهانة الدولية. في تلك الأثناء ظل نجم كرة القدم الهولندي يوهان كرويف في كتالونيا، تاركا زملاءه يواجهون خسارة أمام أصحاب الأرض في النهائي، وبعد ثلاثة عقود من ذلك التاريخ، أوضح كرويف أنه لم يلتحق بزملائه بسبب تعرضه لمحاولة خطف سنة 1977، وأنه رفض الابتعاد عن أهله، وبالتالي هو لم يقاطع تلك المنافسات.

الخلاصة حتى كرة القدم لم تسلم من السياسة وقذارتها.

مدار الساعة ـ