مع تسارع الاحداث في منطقة الشرق الأوسط، ومع الترتيبات المريبة التي تسعى لتنفيذها بعض الأطراف المؤثرة اقليمياً من خلال إيجاد حلول مؤقتة للقضية الفلسطينية مقابل لجم جماح ايران وحلفائها في المنطقة، وبالتالي مكافأة إسرائيل من خلال إطلاق يدها على حقول النفط والغاز في منطقتنا اما من خلال شركات متخفية بتحالفات مع شركات أخرى، او من خلال السيطرة المباشرة بالتنقيب في البحر الأبيض المتوسط، مع وجود تعاون غير مسبوق من قبل الدولة العربية الأقوى في تسهيل حدوث كل ما أسلفنا بطرق مباشرة او غير مباشرة.
من خلال كل ما ذكرنا سابقاً، تأثرت المملكة الأردنية سلبياً بكل تلك الترتيبات وخاصة في مسألتين رئيسيتين وهما: الوصاية على المقدسات الإسلامية في فلسطين، وثانيتهما؛ تدهور الوضع الاقتصادي بشكل لم تعرفه المملكة من قبل ليس فقط بسبب الاحداث في المنطقة، لا بل بسبب وجود حكومات لا تمتلك القدرة على الموازنة بين إنعاش الاقتصاد وتحفيزه وبين الحفاظ على كرامة المواطن.
لقد سبق لنا أن حذرنا في مقالات سابقة مرارا وتكرارا بأن الأردن خط دفاعه الأول هو المواطن، وأن من العبثية وضحالة المعرفة أن تقوم الحكومة بتسويق إجرامها بحق المواطن الأردني من خلال تبرير سياسات وضرائب التركيع والقتل البطيء من خلال الناطقين باسم الحكومة من وزراء او غيرهم حيث يخرج علينا هؤلاء متبجحين وبكل وقاحة بأن الأسعار في الأردن من الأفضل بالمنطقة في مقارنة ساذجة لا تمر على أي كان خاصة في عصر الانترنت ووفرة وسائل الاتصال الاجتماعية، فلقد ولى قدرة الحكومات على الافتراء والتدليس، وبناء على ذلك فلقد رأينا كيف تقوم الحكومة بإخفاء الحقائق عن المواطنين جهارا نهارا في استغباء لا يوجد له مثيل حتى في افريقيا او الأمازون.
أمن الأردن نعمة من الواجب علينا جميعا الحفاظ عليها، ولكن ما تقوم به حكومة الملقي من سياسات وضرائب يجعلنا نتساءل جميعا عن ما الذي تريده الحكومة؟ وهل هنالك اجندات خفية تقوم هذه الحكومة بتنفيذها لدفع المواطنين الى الانفجار؟
لنا الحق ونحن أبناء الأردن واخواننا وأبنائنا يضحون بحياتهم في سبيل الحفاظ على الأردن سواء اكانوا في الجيش او الأمن، او كانوا يخدمون في القطاعات الحكومية ، فالجميع سواء في تحمل المسؤولية ولكن هذه الحكومة ومن شابهها من الحكومات السابقة لم ترعَ فينا إلا ولا رحمة، ونطلب من صاحب الولاية العامة إقالتها وحل مجلس النواب وتشكيل حكومة وطنية من أبناء هذا البلد الذين لم تتلطخ أيديهم بالفساد، أي تشكيل حكومة شابة ليس بإعمار أعضائها ولكن بصحة ضمائرهم وخوفهم من الله، وهنالك الكثير من المؤهلين لحمل هذه الامانه من أبناء الأردن من الشمال الى الجنوب، ومن الشرق الى الغرب وفِي أوساطها ولكنهم محجوبون من التعريف بهم كون من يقومون بتشكيل الحكومات يتوارثونها وبسبب تفشي الشللية والمحسوبية والواسطة.
نطالب بالحفاظ على الأردن من الفساد من خلال تفعيل قانون من أين لك هذا، نريد تشكيل هيئة مستقلة مشهود لها بالنزاهة لفتح ملفات الفساد وتقديم كل من سرق او سمسر او باع الأردن آلى العدالة مع تحصيل تلك الأموال، نريد إرجاع الحقوق الى أصحابها لمن سلبت حقوقهم في وظائف او ترقيات بدون وجه حق فقط بسبب الواسطة والتي هدمت الثقة بين الشعب والحكومة، نريد وضع أسس واضحة وشفافة للتوظيف في الوظائف العليا والتي أصبحت حكرا على أبناء الوزراء او البشوات ومعارفهم واصدقأئهم، نريد للمواطن أن يعيش بكرامة من خلال خلق توازن بين الرواتب والحد الأدنى للعيش حتى نحافظ على الطبقة المتوسطة والتي لم يبقَ منها الكثير، وأخيرا نريد المحافظة على الأردن من خلال منع قيام ثورة ضد الظلم وسياسات الافقار الجائرة التي تمارسها الحكومة الحالية.
حمى الله الأردن من كل مكروه