أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

السرحان تكتب: عيد استقلالك وطني هويتنا..

مدار الساعة,مقالات,الملك المؤسس,القوات المسلحة الأردنية,الملك عبدالله الثاني,المدن الصناعية,عيد الاستقلال,القوات المسلحة,الجيش العربي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: جميلة عويصي السرحان

في حاكورة بيتنا الصغير جلستُ بالقرب من شجرة التين ، فإذا بفراشات الحي يلعبن ويرددن أهازيجاً وطنية، فتقول إحداهن للأخرى :بعد أيام سنحتفل بعيد الاستقلال في مدرستي وسنغني للوطن أجمل الأغاني،فتتشابك أياديهن فرحاً ويشدو الدوح معهن..

فيأخذني الزمن وإذا بالأيام تقترب ويقترب معها الخامس والعشرين، الذي يحمل في طياته أجمل ذكريات الماضي ، فهبت نسائم عطرة استنشقتها حبّاً ، وتراقصت وريقات شجرة التين عشقاً، لتقول كل عام وأنت يا وطني بألف ألف خير في عيد استقلالك الثاني والسبعون الميمون.

فيا أردن نُعلي هاماتنا علو السماء ، فتنبعث في النفوس أرقى وأجمل مشاعر الفخر والإعتزازوالكبرياء .

ويا أردن بأي ضادٍ وأي حروفٍ وأيُّ بيان وأيُّ بلاغة سنسطّرُ على ثراك الطهور عبارات الفداء ، فنقول لسواعد أبنائك الأوائل:

بوركت تلك السواعد ، وبورك صنيعها،وبورك إنجازها الذي صنعت لوطننا الغالي هويةً أعلنتها للعالم أجمع ، هويةً أردنيةً هاشميةً.

إذْ يقول الشاعر المشيني:

عيد استقلالك يا وطني..عيد الجُلىّ والحرية..

عيد استقلالك يا بلدي..أغلى الأعياد الوطنية..

فحياضُك يا كنز جدودي..بدماء رجالٍ مروية..

وكفاحُك مضرب أمثالٍ..وصمودك أضحى أغنية..

من ثنايا التاريخ الهاشمي تهفهفُ نسائم الأمس المشرّف فننحتُها في قلوبنا حبّاً وولاءً ، ونحملُ رايتنا عاليةً خفاقةً في سمائك وطني ، نزهو بها ونفاخر العالم بأننا كنّا وما زلنا أصحابُ أنفة وكبرياء ، ولا نقبلُ بغيرك علمي عنواناً لنا.

ففي صباح كلّ يوم نرفع رايتك وطني عاليا ، فترنو الأعين إليها ألقاً وفرحاً وعشقاً أبديّاً ، فتهتف الحناجر لأجلك أهازيجاً نغمُها (على العهد باقون وفي ركب أبا الحسين ماضون).

عيدُ استقلالك يا أردن فرح الأحرار ، الذين رووا ثراك الطهور بدمائهم الزكية ، فألف تحية وسلام على روح المغفور له بإذن الله الملك المؤسس الشهيد عبدالله الأول بن الحسين ومن خلفه الشعب الأردني الأبيّ الذي ناضل لصون الاستقلال والمحافظة على مكتسبات ومقدرات الوطن.

وإذا بي أسمع الشاعر حيدر محمود يقول:

كُلّ العيونِ والقلوبِ كانتْ انتظار لمجد شعبنا وأرضنا ..

لم يكنْ الطريقُ هيناً..لكننا بالحبّ عبّدناه..

وبالزنودِ السمرِ سيجناه..

وكنتَ (يا سيدنا) عباءةَ الفخارَ

وطلّةَ النهارِ..

على القلوبِ والعيونِ والجباه..

ولك أيّها الجيش العربي تحية إكبارٍ وإجلالٍ ، تحية أردنية لهذه المؤسسة العريقة التي تتميز بمستواها الرفيع، والإحتراف بتنفيذ المهام المناطة بها على الصعيد الوطني والقومي ، فضلاً عن ولائها المطلق لقيادتها الهاشمية.

فلا نجد ما هو أبلغ كلاماً أو أدق وصفاً وتعبيراً لما هو بدواخلنا من مشاعر الانتماء لهذه المؤسسة العسكرية الشامخة من خطاب جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين رحمه الله في حفل تخريج الدورة السابعة عشرة لضباط الكلية العسكرية :

"جيشنا ، أيّها الأخوة ،جيش رسالة وجيش قضية ،رسالة تجديد نهضة الأمة العربيه وحماية هذه النهضة ، وتدعيم الحق العربي ، ومساندة الأمة العربية في كل بقاعها ، والحفاظ على أخلاق الإسلام الذي جعل من العروبة قاعدةً لحضارة حية خلاقة عظيمة ، وهو أيضاً جيش المستقبل ، مستقبل النهضة والتقدم والعلم".

فلقد كانت بدايات تأسيس جيشنا العربي المصطفوي مع تأسيس الإمارة وكبر معه الحلم الهاشمي وكبر الأردن معه ، وعاش تاريخها بكل أوقاتها ومع هذا تستمر مسيرة القوات المسلحة الأردنية في التقدم والإزدهار والتطور والبناء ، فها هو جلاله القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني لا يدّخر وُسعاً في توفير كل ما ينهض بالقوات المسلّحة وتطويرها وتحديثها.

وإننا في استقلالك وطني نستذكر الإنجازات الكبيره التي حققها الأردنيين في السنوات الأخيرة برعاية سيد البلاد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، ووضعت المملكه على خارطة الأستثمار العالمي والإندماج بالإقتصاد الدولي ، رغم التحديات والصعوبات التي سادت المنطقة حتى غدت المملكه في مصاف الدول التي يُشهد لها بتطبيق السياسات التنمويه المتميزة بالرغم من شح الإمكانات ، فضلاً عن دور جلالته في الإصلاحات التي شملت مختلف المجالات.

ورغم الظروف الصعبه التي نعيشها حالياً جراء تبعات الأزمة الإقتصادية والمالية العالمية والظروف الإستثنائية التي تعيشها بعض دول الجوار ، واصل الأردن تحقيق انجازاته بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني وتوجيهاته السامية لدعم ذوي الدخل المحدود والمحافظة على الطبقة الوسطى، وإقامة المدن الصناعية والتنموية والحرّة ، والتي تساهم في نهضة وتطور الاقتصاد الوطني.

واليوم ونحن نحيي استقلالنا الثاني والسبعون المجيد ، يحدونا الأمل والتفاؤل والثقة والعزيمة باستمرار نهضة الأردن وحماية استقلاله، بسواعد النشامى والنشميات في ظل قيادتنا الهاشمية _حفظها الله ورعاها _ فكل عام والأردن ملكاً وشعباً وأرضاً بألف ألف خير.

مدار الساعة ـ