مدار الساعة - تظاهر الآلاف في وسط باريس اليوم السبت احتجاجا على اصلاحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لتوليه الحكم، وسط انتشار امني كثيف.
وانتشر نحو 200 عنصر أمن بينهم قوات مكافحة الشغب بعدما تجمع المشاركون في مسيرة تحت شعار "حفلة لماكرون" اعتباراً من الظهر في ساحة الأوبرا في "احتفال" ساخر بمناسبة مرور عام على تولي الرئيس البالغ من العمر 40 عاما الحكم في فرنسا.
تولى ماكرون رسميا الرئاسة في 14 مايو (آيار) 2017 خلفاً لفرنسوا هولاند.
وشهدت مدن جنوبية مثل تولوز وبوردو تظاهرات أصغر حجماً، في حين بدأت التظاهرة الحاشدة في باريس على شكل نزهة في الطبيعة بمشاركة عائلات.
وكان المنظمون دعوا المتظاهرين للمشاركة في أجواء احتفالية، الا ان انتشار اعداد كبيرة من قوات الامن بعد احراق مئات من الشبان المقنعين سيارات ومطعما لشركة "مكدونالدز" خلال التظاهرة السنوية لمناسبة عيد العمال في 1 مايو (آيار)، أثار مخاوف من ان تشهد تظاهرة السبت أعمال شغب.
ورفع أحد المتظاهرين عاليا لافتة كتب عليها "ماك-رون مقرف" للتعبير عن موقفه من الرئيس الفرنسي والوجبات السريعة.
وأكد المنظمون ان المسيرة من الأوبرا إلى منطقة الباستيل، شرق وسط المدينة، ستتخللها أجواء "مرحة واحتفالية".
لكن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامان غيرفو أعرب عن قلقه الجمعة من أن تنحو التظاهرة منحى عنيفاً.
وأشار المتحدث إلى أن تسمية "حفلة لماكرون" يحتمل معنيين باللغة الفرنسية: أما الاحتفاء بأحدهم، وأما محاولة إلحاق الأذى به.
وقال غريفو "نحن قلقون من احتمال حصول أعمال عنف لذا قمنا بتعزيز الإجراءات الإمنية"، مضيفاً أن عمل الشرطة يقتضي ضمان سلامة المتظاهرين السلميين.
ورفع بعض مناصري الحزب اليساري الفرنسي "فرنسا المتمردة" لافتات معادية لماكرون بينها "ليسقط رئيس الأثرياء"، و"لا لانقلاب اجتماعي"، و"من أجل جمهورية سادسة".
وتندرج التظاهرة ضمن سلسلة تظاهرات حاشدة ضد ماكرون الذي تسبب تعديلاته على مختلف الأصعدة من النظام التربوي إلى الشركة المشغلة للسكك الحديد، خلافات مع العديد من الفئات.
ونظم التظاهرة النائب البارز في حزب "فرنسا المتمردة" فرنسوا روفان واعضاء سابقون في الحركة اليسارية "الليل وقوفا" التي نظمت تظاهرات ليلية في 2016.
وقال روفان "إن ماكرون قد يكون فاز في انتخابات ديموقراطية في مايو (آيار) الماضي لكن "الديموقراطية لا تعني السكوت لـ5 سنوات".
وتابع روفان، معد الوثائقي الناجح حول الشركات "ميرسي باترون" الذي يسلط الضوء على مشكلة ثنائي فرنسي مع أغنى أغنياء فرنسا، "يحق للناس ان يعترضوا عليه".
واستمر إغلاق العديد من الكليات الجامعية احتجاجاً على خطط ماكرون تغيير معايير دخول الجامعات، ما تسبب بفوضى كبيرة للطلاب الذي يجرون امتحانات فصل الصيف.
والجمعة نُظّمت تظاهرة جديدة لقطاع السكك الحديد مع احتجاج سائقي القطارات وعمال آخرين على خطط ماكرون اصلاح الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد (اس ان سي اف) من اجل تخفيف ديونها وتحسين قدرتها التنافسية.
ودعا العديد من اليساريين الفرنسيين معارضي ماكرون، من الطلاب إلى عمال السكك الحديد، للمشاركة في تظاهرة ضخمة على غرار تظاهرة مايو (آيار) 1968 التي هزت فرنسا قبل نصف قرن.