انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

هل سيقوم هذا الرجل بتدمير أمريكا؟

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/31 الساعة 10:40
حجم الخط

* هشام الخلايلة

الولايات المتحدة الامريكية الدولة الاقوى في التاريخ ومع ذلك فإن الكثير من المحللين والمراقبين للأحداث المتتالية والمتسارعة الترامبية من قرارات، وأوامر للجيش والاستخبارات ومن منع وحرمان لمواطني سبع دول إسلامية عربية من دخول الولايات المتحدة او حتى الرجوع اليها ممن يحملون اقامات دائمة (الجرين كارد) ليتعجب من ضحالة فكر هذا الترامب والذي بالمناسبة ورث ثروته الهائلة عن أبيه وكاد أن يعلن إفلاسه مرتين، ومع كل ذلك يتصرف هذا الرجل بما يتوافق مع امنيات وأجندات اليمين المتطرف والذي ازداد قوة في ضظل وجود ماكينة إعلامية جبارة تعمل على شيطنة الاسلام، وخلق خوف وهلع في قلوب المجتمعات الغربية من الاسلام، ومن اجل كل ذلك، تم التلاعب بنتائج الانتخابات الامريكية من اجل إيصال الترامب لكي يقوم بتدمير الأمل في قلوب الفلسطينيين من خلال نقل السفارة الإمريكية الى القدس، مما يعني عملياً وأد عملية السلام واستبدالها بالعنف والعمليات الفدائية، وخلق حروب جديدة في المنطقة المتوترة أصلاً بين العرب والإسرائيليين.

اما على الصعيد العالمي، فلا يبدو الوضع اقل خطورةً، فلقد بدأ الترامب التحرش بالصين اثناء الحملة الانتخابية، وقرر منع الصين من الوصول الى الجزر التي أنشأتها مما قد يجعل قيام حرب نووية مسألة وقت الا اذا تخلى الترامب عن تحرشاته بالتنين الروسي.

على الصعيد الداخلي، ما زال الكثير من الأمريكيين يشككون بنتائج الانتخابات ولا يعترفون به كرئيس لهم، وعلى صعيد اصحاب الرأي فقد وقف الكثير من أعضاء الكونغرس الامريكي في خندق المعارضة لكثير من القرارات التي اتخذها الترامب ومنها على سبيل المثال قرارته المتعلقة بالمسلمين حيث صرحت مادلين اولبرايت انها ستسجل اسمها مع المسلمين نكاية بقرار ترامب بتسجيل جميع المسلمين في الولايات المتحدة في سجلات خاصة من اجل التأكد من عدم اقدام اي منهم على تهديد أمن الولايات المتحدة الامريكية.

ولا يفوتنا التذكير بحجم التهديد الذي يقوم به ترامب لدول الخليج من خلال عدم إهمال اتفاقيات الدفاع المشترك وتوجهه الى تعزيز علاقاته بمصر، وإعطاء تفويض كامل للروس لتسوية النزاع السوري من خلال المفاوضات والتي في أحسن الأحوال ستقوم بتلبية مطالب ورغبات الإيرانيين بالدرجة الاولى ثم الأتراك بالدرجة الثانية، وأخيراً سيحصل الشعب السوري والذي عانى الامرين على ما تبقى، ولن يكون هناك محاسبة لمن ارتكبوا جرائم حرب حيث تشير التسريبات الى حصانة الرئيس السوري بشار الاسد ومن سانده من المليشيات بدعوى انهم كانوا يحاربون الاٍرهاب ممثلا بداعش وجبهة النصرة، وكل ذلك يتم الترتيب له مع الادارة الجديدة، اما بخصوص الاْردن، فقد اهملت الخارجية الاردنية إمكانية نجاح الترامب وكانت تأمل بنجاح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وبالتالي كانت هذه الخطوة تعتبر قصر نظر لوزير الخارجية الاردني السابق والذي تربع على صدر الوزارة لأكثر من ٩ سنوات، ولم تنسى ادارة الرئيس الجديد الاهمال الذي تعرضت له من قبل الاْردن ممثلا بالخارجية الاردنية وبناء على ذلك فالاردن لا يعتبر اولوية في سلم الادارة الجديدة، وبناء عليه فقد اقدمت القيادة الاردنية على القيام بخطوات استباقية منها التنسيق مع الدب الروسي حتى تكون التسويات السياسية في سوريا موافقة والمصالح الاردنية العليا ولو في حدها الأسفل.

وبعد كل ما أسلفنا، فهل يكون هذا المتهور هو الرجل الذي سيكون دمار الولايات المتحدة على يديه؟ الايام وحدها سوف تحمل الإجابة.

* خبير فُض نزاعات/استراليا

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/31 الساعة 10:40