بقلم: سعد فهد العشوش
اعتقدنا للوهلة الاولى أن اضراب المعلمين في طريقه للتصعيد عندما اعلنت نقابة المعلمين عن وقفة احتجاجية يوم غدٍ؛ معترضين على بعض قرارات الحكومة وخصوصاً ما يتعلق بنظام الخدمة المدنية وغيرها من مؤسسات الدولة الاردنية.
فكانت كل اجهزة الدولة واولياء الامور والاهالي يتابعون بحرص إضراب المعلمين لخوفهم على مستقبل أبنائهم ولخوفهم أيضاً ان تمتد شرارة هذا الاضراب الى شرائح أخرى من المجتمع وحصد نتائج لا تحمد عقباها.
ولكن يوم أمس شعرت بالطمأنينة خلال لقاء نائب رئيس الوزراء جمال الصرايرة بمجلس نقابة المعلمين فأيقنت ان الامر محسوم لأن المحاور رجل دولة من الطراز الاول ... طويل النفس وهادئ حكيم يستطيع ان يرسو بالسفينة على شاطئ الامان، حتى حينها قلت في نفسي " اذا كان هنالك من يجبر المكسورة ... فهذا الرجل يجبرها قبل ان تنكسر" .
توافق جميل وجهد مشكور وتقدير لمكانة المعلم فهو حجر الزاوية وايقونة المجتمع وهم رصيد للوطن في النهضة والتقدم والازهار، تخيلوا معي لو لم يكن المفاوض بهذا الهدوء وهذه الحكمة لوجدنا بالتاكيد من يحاول اشعال نار الفتنة في وقت احوج ما نكون فيه الى رص الصفوف وتعزيز الجبهة الداخلية.