مدار الساعة - نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للكاتب جيمس رينيل، يقول فيه إن موجة من المرشحين المسلمين في الولايات المتحدة يحاولون المشاركة في الانتخابات النصفية المقبلة؛ لمواجهة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويشير التقرير، إلى أن عمر فيد، وهو تقني يعمل في الأفلام في بروكلين في نيويورك، لم يكن ليرشح نفسه في انتخابات الكونغرس النصفية لولا الرئيس ترامب، لافتا إلى أن فيد (36 عاما) هو نجل مهاجر مسلم من الهند، وقد شعر بالقلق من قرار الرئيس حظر دخول المسلمين إلى أمريكا، وزيادة حالات الكراهية العنصرية، ورشح نفسه عن الحزب الديمقراطي في المنطقة التي سيطر عليها الجمهوريون لأول مرة العام الماضي.
ويورد رينيل نقلا عن "إيميغيغ آكشن"، وهي منظمة حقوقية مسلمة ولديها جماعة سياسية اسمها "باك"، هي جزء من موجة جديدة بين المسلمين، قولها إن هناك حوالي مئة مسلم أمريكي كرسوا أنفسهم للمشاركة في انتخابات عام 2018، وهي نسبة أكبر بكثير من نسب الجولات السابقة.
وينقل الموقع عن فيد، قوله: "أخبرني أصدقائي المسلمون عن الكراهية التي واجهوها في أحيائهم، والناس يصرخون عليهم: عودوا إلى بلادكم.. ولهذا أصبحت مهتما بهذا الأمر".
ويلفت التقرير إلى أن منطقته تقع بين بي بريدج في بروكلين، التي يعيش فيها مجتمع عربي، وستيتن أيلاند، التي ساهمت في انتخاب باراك أوباما، قبل أن تقرر دعم ترامب عام 2016، مشيرا إلى أنه حتى يفوز فيد فإن عليه هزيمة المحارب السابق في أفغانستان ماكس روز، في الانتخابات الرئيسية للديمقراطيين، قبل مواجهة الجمهوريين في تشرين الثاني/ نوفمبر، فيما يواجه دانيال دونافون معركة حامية من منافسه على الترشيح لحزبه مايكل غريم.
ويقول فيد للموقع: "على المجتمع العربي الأمريكي ألا يكون ممثله شخصا يحبذ منع المسلمين وبقية أجندة ترامب".
ويذكر الكاتب أنه من أجل تحسين حظوظ فيد ومصداقيته كونه مرشحا، فإنه قام بإعداد فيديو ترويجي، حيث قاد شاحنة، وبدا وهو يلعب كرة السلة، ويعبر عن كونه من المدينة، وداعيا للعدالة الاجتماعية والنظام الصحي المتاح، ولفرض قيود مشددة على حيازة السلاح، لافتا إلى أنه يحاول استهداف الناخبين العاديين، ولا يذكر الإسلام إلا نادرا، ومن خلال حديثه عن إرثه الديني، ودعوته لوقف قانون منع المسلمين وملاحقة من هم في الداخل عبر جمع البيانات.
ويقول الموقع: "يشعر الديمقراطيون، مثل فيد، بالطاقة الحماسية قبل انتخابات الخريف النصفية، التي عادة ما تشير نتائجها لشعبية الرئيس، وبحسب المركز الأمريكي للمرأة والسياسة في جامعة رتغرز، فإن هناك العديد من النساء المرشحات أكثر من ذي قبل".
ويجد التقرير أن "هذا الأمر يعبر عن نفور عام من ترامب بين النساء واللاتينيين والسود والمسلمين الأمريكيين والمثليين، الذين يشعرون بأنه تم الاستخفاف بهم من أصحاب المليارات، الذين صمموا سياساتهم تجاه الناخبين البيض في الوسط الأمريكي".
ويبين رينيل أنه "بالنسبة للمحللين فإن كل شيء ممكن، حيث أدت القنبلة الأخيرة التي أعلن فيها رئيس الكونغرس بول ريان عن عدم ترشحه، إلى حالة من الفوضى لدى الجمهوريين، فركز الديمقراطيون نظرهم على الفوز بمجلس أو كلا المجلسين، النواب والشيوخ".
وبحسب الموقع، فإنه لا توجد قائمة كاملة للمرشحين على المستوى الوطني، الولاية والمحلية، ولم تسجل اللجنة الفيدرالية للانتخابات أصول المرشحين العرقية، مشيرا إلى أن اللجنة القومية للديمقراطيين لم ترد على أسئلة "ميدل إيست آي".
ويستدرك التقرير بأن "إيمغيغ باك" تتابع أسماء المرشحين المسلمين منذ عقود، ولاحظت زيادة في عددهم هذه المرة، حيث قال وائل الزيات، السوري الأمريكي، الذي يقف وراء مبادرة 200 ألف دولار، التي تقوم بالمصادقة على المرشحين المسلمين أو القريبين منهم، إن هناك "زيادة في عدد المسلمين الذي رشحوا أنفسهم للكونغرس"، وهناك حوالي 100 مقارنة مع عشرات في الماضي، ويضيف الزيات: "لم نر أبدا مثل هذه الدرجة من العدوانية المفتوحة من رئيس في البيت الأبيض قام بإلهاب حماس المسلمين للتحرك".
ويفيد الكاتب بأن المرشحين المسلمين المناهضين لترامب يعبرون عن النبرة ذاتها، من رجل الأعمال الأمريكي الإيراني في كاليفورنيا كيا حمدان جي، إلى المسلمة التقدمية الأمريكية الهندية سامينا مصطفى من إلينويز، لافتا إلى أن هناك آمالا كبيرة للأمريكي المصري عبد السيد، (33 عاما)، الطبيب من رودز أيلاند، الذي رشح نفسه لمنصب حاكم ميتشغان، وكتب قبل فترة تغريدة، قال فيها: "نعم، أنا مسلم، لقد تجاوزنا هذا الأمر، ودعونا نتحدث عن الحلول".
وينوه الموقع إلى أنه بالإضافة إلى المرشحين ممن تعود جذورهم إلى جنوب آسيا والشرق الأوسط، فإن هناك مرشحين من أصول أفريقية، مثل ماركوس غودوين (28 عاما)، وهو تاجر العقارات الذي وضع عينه على مقعد في مجلس واشنطن المحلي، وكلهم ديمقراطيون.
ويذكر التقرير أنه على الجانب الآخر هناك سبا أحمد، الجمهورية التي تنتمي إلى ائتلاف المسلمين الجمهوريين، التي تقول إنها لم تستطع العثور على مرشح جمهوري مسلم في هذه الجولة، وقالت إن مجموعتها "اختفت وراء الأضواء"، وأضافت: "يحتاج الأمر لجرأة ليرشح الشخص نفسه كونه مسلما جمهوريا؛ لأننا نواجه ردود فعل سلبية من الجمهوريين والمجتمع المسلم"، مشيرة إلى أن حساب الزيات للمرشحين مبالغ فيه.
ويقول رينيل إنه "مثل فيد، فإن معظم المرشحين يبتعدون عن الإسلام، وتبتعد النساء المرشحات عن الحجاب، باستثناء بشرى أميوالا في إليونز، وديدرا عبود في أريزونا، فالظهور بمظهر المتدين أمر خطير، حيث أثارت عبود العام الماضي جدلا عندما كتبت تعليقات على صفحتها في (فيسبوك) تتحدث فيها عن الفصل بين الكنيسة والدولة، فكتب أحدهم معلقا: (اخرجي أيتها المسلمة المثيرة للاشمئزاز)، وهو لا يعرف أن عبود البيضاء ذات العيون الزرقاء من أركنساس اعتنقت الإسلام، كما هوجم ناشطون وسياسيون مسلمون".
ويورد الموقع أن الصومالية المولودة في مينوسيتا، إلهان عمر، تتذكر الهجمات المعادية للإسلام التي تعرضت لها عندما رشحت نفسها عام 2016، مشيرا إلى أنه تمت مساءلة هوما عابدين مساعدة هيلاري كلينتون بشأن علاقاتها مع الإسلاميين وطفولتها في السعودية.
ويشير التقرير إلى أن كيث إليسون، وهو أهم سياسي مسلم، والنائب عن مينوسيتا، ونائب رئيس اللجنة القومية للحزب الديمقراطي، واجه مرارا الاتهامات بمعاداة السامية، وأنه متشدد مسلم، لافتا إلى أن باراك أوباما المسيحي أصبح محلا لنظريات المؤامرة التي زعمت أنه مسلم.
ويلفت الكاتب إلى أن الباحث الجامعي ومحرر "المسلمون في السياسة الغربية" عبد القادر سينو، يرى أن هذا هو السقف الزجاجي الذي يمنع المرشحين من الفوز في الانتخابات هذا العام.
ويستدرك الموقع بأنه رغم وجود مجتمعات مسلمة مهمة في ميتشغان وفلوريدا وفرجينيا وبنسلفانيا ونيوجرسي، إلا أن 3.3 ملايين مسلم لا يشكلون إلا نسبة قليلة من الناخبين، حيث يقول سينو: "أصبح المسلمون أكثر انخراطا في السياسة على المستويات كلها، والكثيرون منهم رشحوا أنفسهم"، ويضيف: "المشكلة أن هناك الكثير من العداء للإسلام في الحزب الجمهوري، وكراهية كافية في الحزب الديمقراطي، ولا يمكن للمرشح المسلم النجاح إلا في منطقة ديمقراطية".
وينوه التقرير إلى أن هذا أمر يحاول الزيات في "باك" تغييره، فهو يريد مساعدة المرشحين المسلمين للفوز بين الناخبين غير المسلمين، وإقناع المسلمين المهاجرين بالمشاركة في التصويت، مشيرا إلى أنه لا يتوقع فوز المرشحين المئة كلهم، لكنه يعول على عدد من النساء المرشحات في ميتشغان، التي يعيش فيها مجتمع مسلم ناشط.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول الزيات: "يعد المجتمع الأمريكي المسلم ضعيفا، وليست لدينا قوة سياسية كافية؛ وذلك بسبب المشاركة الضعيفة.. نحن في وضع غير جيد حتى نصلح اللاتوازن". عربي 21