مدار الساعة - قدرت إحصائيات غير رسمية عدد الأطفال من اللاجئين السوريين الذين يعملون في مناطق مختلفة في محافظة إربد، بأكثر من ألفي طفل، يتركز عملهم في الأسواق ومحال الورش الصناعية وعلى الإشارات الضوئية.
ووفق رئيس جمعية حماية الأسرة والطفولة كاظم الكفيري فإن الإحصائيات تقديرية من خلال دراسات تجريها الجمعية بين الفينة والأخرى على الأطفال السوريين العاملين في محافظة إربد، مشيرا إلى أنه وفي ظل غياب أي دراسات رسمية تتعلق بعمالة الأطفال السوريين، فإن التقديرات لعددهم يزيد على ألفي طفل.
وأشار إلى أن أعمار الأطفال العاملين تتراوح ما بين 7 سنوات الى 17 سنة، يعملون في أسواق الخضار والفواكه وورش الميكانيك الصناعية، إضافة الى الاسواق والمحال التجارية والبيع على الاشارات الضوئية ومجمعات السفريات.
ولفت الكفيري إلى أن أعداد هؤلاء الأطفال بدأ بالتزايد في الآونة الاخيرة جراء تقليص الدعم المقدم من المنظمات الدولية للاجئين في محافظة اربد، حيث اضطر العديد من الأسر السورية اللاجئة الى الزج بأطفالها إلى سوق العمل، لتأمين مصدر دخل للأسرة، تمكنها من الوفاء بالتزاماتها.
ولفت الى انه ومن خلال رصد العديد من حالات العمالة بين الأطفال السوريين، تبين أنهم يتقاضون اجورا رمزية تتراوح ما بين دينارين الى 4 دنانير يوميا مقابل ساعات عمل طويلة، في مهن تشكل خطورة على صحتهم، والمتمثلة في "العتالة" بأوزان ثقيلة، وخصوصا في اسواق الخضار والفواكه.
واوضح ان غالبية الاطفال العاملين يعملون في الفترة الصباحية، لأنهم يلتحقون بمدارسهم في الفترة المسائية، وهناك أعداد منهم غير ملتحقة بالمدارس، ويعملون لساعات عمل طويلة.
وفي داخل سوق حسبة الخضار والفواكه تم مقابلة عددا من الأطفال السوريين، إذ يؤكد الطفل عمار سعيد 10 سنوات أنه "يصحو مبكرا للذهاب إلى العمل على "عربة" لنقل الخضار والفواكه من السوق المركزي إلى المحال التجارية.
ويضيف انه يتقاضى على كل "نقلة" نصف دينار لمسافة تزيد عن الكيلو متر، مشيرا إلى أنه يتمكن في اليوم الواحد من نقل ما مجموعه 10 "نقلات" في عربته بمبلغ 5 دنانير، وبعدها يذهب إلى المدرسة في الفترة الصباحية، مؤكدا أن العمل مرهق، إلا أنه وعلى حد تعبيره مضطر من أجل الحصول على دخل لأسرته المكونة من 5 أفراد، التي تسكن في منزل مستأجر بمبلغ 150 دينارا شهريا.
ويشير طفل آخر(12 عاما) ويعمل في مجال بيع الخضار والفواكه في حسبة الخضار والفواكه إلى أنه "اضطر الى ترك المدرسة من أجل العمل في الحسبة، حيث يعمل بمعدل 8 ساعات يوميا مقابل اجرة يومية تصل إلى 4 دنانير، مشيرا الى انه يضطر الى حمل مواد ثقيلة من المحل وترتيبها.
ويتابع ان أسرته المكونة من 4 اشخاص تسكن في منزل مستأجر في الحي الجنوبي، ولا يوجد معيل للأسرة بعد أن قتل والداه خلال الأزمة السورية، مشيرا إلى أن شقيقه يعمل أيضا في أحد المحال في شارع الجامعة للوفاء بالتزاماتهم المالية وخصوصا بعد أن قلصت المفوضية حجم الدعم المقدم لهم، وانقطاع مبلغ كانت تقدمه منظمة لهم لدفع إيجار المنزل.
وكانت منظمة "كير" العالمية أعلنت مؤخرا، عن قلقها من تزايد أعداد الأطفال السوريين المنخرطين في سوق العمل بـ"دول اللجوء"، "خصوصا في الأردن"، مؤكدة أنهم يعملون لساعات طويلة في ظروف بائسة واستغلالية بشكل خطير.
وجاء في دراسة، أعدتها المنظمة بمناسبة "اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال"، أن "الحكومة الأردنية تقدر ارتفاع عمالة الأطفال على مستوى الدولة، بمقدار الضعف لتصل إلى 60 ألف طفلٍ، منذ بدء الأزمة السورية، قبل ما يزيد على ثلاث سنوات".
وأوضحت المنظمة أن "ما نسبته 90 بالمائة من اللاجئين في الأردن مدينون، إما لأصحاب منازلهم أو أقاربهم أو جيرانهم، أو لأصحاب المتاجر، وذلك مع ارتفاع الأسعار بما يقارب الثلث خلال السنة الأخيرة".
وأشارت إلى أن "العائلات التي تعيلها النساء بين العائلات المسجلة مع منظمة "كير" في الأردن، تشكل ما نسبته 36 %، كن قد فررن دون أزواجهن، الذين ما يزالون في سورية أو تعرضوا للموت".
ويؤكد الكفيري أن غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية والتشديد في مراقبة المحال التجارية التي تقوم بتشغيل عمالة الأطفال تسبب بتنامي عمالة الأطفال، إضافة إلى تخلي العديد من المنظمات الدولية التي تعاني من اللجوء في دعم الأسر السورية.
وأشار إلى أن عدد الأطفال العاملين مرشح للزيادة خلال العام الحالي، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعانيها بعض الأسر، مشيرا الى ان ظاهرة عمال الأطفال ستزيد خلال شهر رمضان المقبل والعطلة الصيفية، متوقعا أن يرتفع الرقم الى ما يزيد على 3 آلاف طفل سوري.
بدوره، قال مصدر في مديرية عمل إربد إن مفتشي العمل تمكنوا خلال العام الحالي من ضبط العشرات من الأطفال دون السن القانوني من بينهم سوريون يعملون بشكل مخالف داخل المحال التجارية في اربد، مؤكدا ان المديرية تمنح تصاريح لأطفال ما دون السن القانونية في حالات نادرة جدا.
واشار الى انه سيصار الى تكثيف الرقابة خلال الأيام المقبلة وخصوصا في شهر رمضان والعطلة الصيفية، مؤكدا ان المديرية في حال ضبط طفل يعمل بشكل مخالف يتم انذار المحل ومخالفته، وفي حال تكرار المخالفة يتم إغلاق المحل بالشمع الأحمر لحين تصويب أوضاعه وهو ما حصل بعدد من المحال.(الغد)