مدار الساعة - تشتعل العشرات من نقاط التماس على الحدود الشرقية ما بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 في جمعة الغضب الثانية من مسيرة العودة التي أطلق عليها الفلسطينيون جمعة "الكوشوك".
في إحصائية أولية، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، ان 3 مواطنين استشهدوا أحدهما متأثرا بجراحه، وأصيب 252 آخرين بينهم 5 بجراح بالغة، في الجمعة الثانية من مسيرة العودة الكبرى. وفي أحدث التطورات، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب مجدي شبات شرق مدينة غزة، جراء استهداف الاحتلال جموع المتظاهرين. وكانت مصادر محلية أفادت باستشهاد الشاب أسامة خميس قديح (38 عاما) باستهداف الاحتلال المتظاهرين شرق خانيونس، إضافة لإصابات مختلفة.
وقال شهود عيان إن آلاف المواطنين تدفقوا منذ ساعات الصباح الباكر وحتى اللحظة، إلى مخيمات العودة، للمشاركة في جمعة الكوشوك، مع بداية الأسبوع الثاني لمسيرة العودة الكبرى.
وأشارت وسائل اعلام فلسطينية إلى أن الآلاف أدوا صلاة الجمعة، في مختلف مخيمات العودة على طول الحدود. وأضاف المراسلون أن حدود قطاع غزة الشرقية تشهد حرقا بشكل كبير جدا للإطارات المطاطية "الكوشوك"، للعمل على حجب الرؤية عن القناصة، وتحييدهم عن قنص المتظاهرين السلميين.
كما تحاول إطفائيات عملاقة للاحتلال، إخماد "الكوشوك" المشتعل بكثافة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وتفيد الأنباء الواردة من حدود غزة، بإصابة العشرات من المتظاهرين في إطلاق الاحتلال النار تجاه المتظاهرين، إضافة لشهيدين أحدهما ارتقى صباحا متأثرا بجراحه.
ويؤكد الشهود أن أعمدة الدخان تغطي كافة المناطق الحدودية شرق قطاع غزة، ويستدعي الاحتلال مراوح ضخمة للعمل على تشتيتها، وطائرات مسيرة لمساعدة القناصة.
وفي ساعات صباح اليوم الجمعة، أصيب أربعة شبان بجروح، وآخرون بحالات اختناق، اليوم الجمعة، في اعتداءات قوات الاحتلال على المشاركين في الجمعة الثانية لمسيرة العودة الكبرى.
وقال مواطنون إن ثلاثة شبان أصيبوا برصاص الاحتلال شرق جباليا، فيما أصيب رابع شرق غزة، ونقلوا لمشاقي محلية، وسط إعلان حالة الطوارئ في صفوف الطواقم الطبية تحسبا لوقوع المزيد من الضحايا.
وفي وقتٍ سابقٍ اليوم، استشهد الشاب ثائر رابعة متأثرًا بإصابته شرق جباليا الجمعة الماضية؛ ما رفع حصيلة الشهداء منذ بدء مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس/آذار الماضي، إلى 22 شهيدًا، اثنان منهم تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمانيهما، فيما سجلت إصابة 1492 بجراح مختلفة منهم 46 حالة خطيرة، ومن مجمل الإصابات 202 طفل و40 امرأة. وقبل بدء الموعد الفعلي للفعاليات، تجمع الآلاف في مخيمات العودة شرق قطاع غزة، بينما بدأ الشبان بإشعال إطارات سيارات على مقربة من السياج الحدودي وسط ترقب إشعال آلاف الإطارات بعد صلاة الجمعة ضمن ما أطلق عليه "جمعة الكاوشوك".
وأفاد شهو وسائل اعلام فلسطيينة أن الشبان نشروا غالبة إطارات السيارات المقرر إشعالها في أماكنها المحددة وفق رؤية وخطة مسبقة تخدم حركة التحرك الميداني عند إشعالها في لحظة الصفر.
ونشرت قوات الاحتلال العشرات من قناصتها وقواتها داخل السياج الحدودي وخلف السواتر الرملية، كما شوهدت عربات المياه "الإسرائيلية"؛ تحسبا للنيران التي يمكن أن تصل للتجمعات الاستيطانية المحاذية لغزة بسبب الإطارات المشتعلة. يذكر ان قوات الاحتلال استمرت في الأيام الماضية في بث رسائل التهديد، والإرهاب ضد المواطنين في غزة لمحاولة ثنيهم عن المشاركة في المسيرات الحاشدة، متوعدة بتكرار ما حدث الجمعة الماضية من قتل وإصابة المئات.
ورغم هذه التهديدات بدأت جموع المواطنين بالتوافد إلى مخيمات العودة المنتشرة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة؛ استعدادًا للمشاركة في فعاليات الجمعة الثانية من مسيرة العودة الكبرى. وقالت وسائل اعلام فلسطينية: إن المواطنين يستعدون للمشاركة في جمعة العودة الثانية التي أطلق عليها النشطاء جمعة الكوشوك ويتخللها "تأبين الشهداء".
وأكدت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار استمرار الفعاليات المطالبة بالعودة وكسر الحصار، ودعت الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة في تأبين شهداء يوم الأرض، مشددة على سلمية وشعبية هذه الفعاليات.
بدوره، قال الناطق باسم حماس، حازم قاسم: إن تهديدات الاحتلال لن ترهب شعبنا الذي يخرج لممارسة حقه في النضال ضد مخططات التصفية واستمرار الحصار. وأضاف قاسم في تصريحٍ عبر صفحته على "فيسبوك" أن شعبنا المناضل كله عزيمة وإصرار على مواصلة مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، حتى تحقيق أهدافها. وأضاف أن "جماهير شعبنا التي بدأت بالتوافد على الحدود الشرقية لقطاع غزة، لن تسمح بمرور أي مخطط لتصفية القضية الفلسطينية، وتؤكد حقهم بالعيش الحر الكريم.