اللغط الذي أثير حول المناشدة التي اطلقها سماحة الدكتور أحمد هليل في خطبة الجمعة الماضية من مسجد الملك الحسين باعتقادي وبرأيي ليس له ما يبرره.. فكل ما قاله سماحته صحيح وفعلي وليس فيه مبالغة بل انه غيض من فيض وعلينا ان نعترف ان الاردن يمر في ظروف مالية واقتصادية قاسية وصعبة..
والاردن كان وما زال وسيبقى يؤدي دوره القومي المطلوب تجاه اشقائه العرب بشكل عام وفي الخليج بشكل خاص فنحن نشكل منطقة عازلة لاشقائنا في الخليج من المخدرات وفي وجه المد الديني المتطرف القادم من سوريا والعراق بفضل يقظة قواتنا المسلحة الباسلة على الحدود الشمالية والشرقية.
كما ان قواتنا الامنية والعسكرية لم تتردد يوما ما في اداء دورها لحفظ الامن والنظام في اي بلد اذا طلب منها ذلك بدءا بحركة جهيمان العتيبي التي حاولت ان تستولي على الحرم المكي الشريف في اواخر سبعينات القرن الماضي وانتهاء باعادة الامور الى نصابها في البحرين وغير ذلك.
وعلى الجميع ان يدرك جيدا انه اذا حصل للاردن أي مكروه لا قدر الله فان الامر لن يتوقف عند هذا الحد ، بل ان النيران ستمتد الى الجميع وخاصة اذا ادركنا ان النيران في حنوب السعودية مستعرة بفضل الدعم الايراني اللامحدود لعصابات الحوثي واعوانها والذين اعلنوها بكل صراحة وبدون مواربة بأنهم يطالبون بجيزان ونجران ومن بعدها التوجه الى المنطقة الشرقية في السعودية التي يقطنها الشيعة الذين يناوئون النظام السعودي جهارا نهارا بهدف الانقضاض على البحرين وبقية دول الخليج العربي في نهاية المطاف.
ما قاله سماحة الشيخ الجليل االدكتور احمد هليل يقوله النواب يوميا وتقوله الصالونات السياسية صباح مساء ويقوله المثقفون والسياسيون والمنظرون في كل ساعة وكل حين.. ومن هذا الواقع جاءت صيحة سماحته المدوية للتذكير بهذه التحديات والصعوبات الاقتصادية.. التي يعاني منها الاردن على اعتبار انه يمثل السد المنيع وخط الدفاع الاول لاشقائنا في دول الخليج من آفة المخدرات ومن تصدير الافكار المتطرفة التي تنتشر في سوريا والعراق فلو انهار النظام الاردن لا قدر الله لانتقل مسرح عمليات هذه الجماعات الى حدود دول الخليج..
وكما تقول الحكمة فالعاقل من يتعظ بغيره وعلينا ان نأخذ الدروس والعبر من سقوط نظام صدام حسين في العراق بذريعة وجود اسلحة الدمار ليتأكد الجميع من عدم وجود هذه الذريعة من أساسها والان انظروا ماذا حصل للعراق بعد انهيار نظام صدام حسين: أخذت ايران مجدها في العراق واصبح القتل والاجرام والدموية على الهوية وتمددوا في سوريا ولبنان ثم توجهوا الي اليمن وقد قالها قاسم سليماني ان ايران اصبحت تسيطر على اربع عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء!! انهم يتطلعون للسيطرة على الحرمين الشريفين.. جعل الله كيدهم في نحورهم وعليهم دائرة السوء..
وبعد هذا السيناريو، أليس من حق الاردن ان يطالب الاشقاء باغاثته ودعمه والوقوف الى جانبه في مواجهة هذا التهديدات المحدقة بالجميع من كل جانب..
المشكلة ان البعض وهم بالمناسبة ليسو قلة.. يتقن فن التنظير ورفع شعارات عزة النفس والكبرياء والشهامة والاباء.. الخ وهو على ارض الواقع أبعد ما يكون عن هذه القيم والمفاهيم السامية.
علينا ان لا نكون كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال وتعتقد انها اصبحت في مأمن من الخطر الداهم..
حفظ الله الاردن وحفظ امنه واستقراره وحفظ اشقاءنا في دول الخليج وهم الذين لم يترددوا يوما في دعم الاردن والوقوف الى جانبه في مواجهة الاخطار المحدقة.