أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الشباب يعيش حالة توهان وجودية

مدار الساعة,مقالات,جامعة آل البيت
مدار الساعة ـ
حجم الخط

د. آمال جبور

تبدو الاسئلة التي يطرحها طلاب الجامعات، في لقاءات ونشاطات فكرية متعددة، غنية بمشاعر القلق حول واقعهم ومستقبل وجودهم.

هذه التساؤلات التي تعكس ما يدور في مخيالهم، تستدعي الوقوف، والتأمل حول أسبابها، والعمل على غرس الأمل والتفاؤل حول قدراتهم في احداث التغيير، وبأنهم شركاء حقيقيون، بل هم الأساس في عملية تحديد مسارات المستقبل..

شاءت الظروف أن يعيش هذا الجيل زمن الاخفاقات التي تشهدها المنطقة العربية، وتخلو في ذات الوقت من أي برنامج وطني وقومي يحمله الشباب الى الأمام للحفاظ على وجودهم، وهويتهم، وثقافتهم، ما ترتب عليه أن يشعر الشباب بالخوف والقلق حول ذواتهم وأوطانهم..

اضافة الى أن الشاب يعيش حالة احباط مع أسرته المنهمكة بظروف معيشية صعبة، والحكومات لا تمنحه وجبة تعينه، ليبقى يتنفس أملا..

تستدعي ذاكرتي مداخلة طالب في ندوة حول" القدس" نظمتها جماعة عمان لحوارات المستقبل بالتعاون مع جامعة آل البيت بسؤال، ما هو دورنا كعبيد تجاه ما يحدث؟ ماهذه النظرة السوداوية التي تخلو من أي امل ؟ وهل نحن في نظر الشباب ننتمي لزمن العبودية؟؟

لماذا لم يكن السؤال ، ما هو دورنا كشباب جراء ما يحدث؟

هل العبودية حالة فردية لهذا الشاب ؟ ام انها حالة يشعر بها عدد كبير منهم؟

اذا بحثنا عن الاسباب وراء الشعور السلبي ، فالمبررات عديدة ، ويمكن اسقاطها على واقع الحال في الاردن الذي يعيش في قطاعاته المختلفة وبين فئاته وخاصة الشباب منهم ، حالة توهان، فالاحباط والفقر والبطالة، والشعور بالخيبة ازاء عمليات الاصلاح الحكومي التي لا نلمسها، سبب لهذه النظرة السوداوية.

اما البقعة المضيئة التي نستند اليها، فهي المنابر التي تفتح للشباب للتعبير عن واقعهم وتساؤلاتهم وآلامهم وطموحاتهم من خلال اللقاءات والندوات مع القطاعات التي تحتضن الشباب كالجامعات والمدارس والمبادرات المختلفة بالتعاون مع المؤسسات التي ترعى الشباب..

ولكن هذه اللقاءات لا تعتبر جرعة كافية لاعطاء الحماس لشبابنا، بما اننا نعتبرهم لاعبين اساسيين في عملية التغيير و البناء لمستقبل واعد، بل هناك تشاركية واسعة من الشاب انفسهم و الاسرة و المدرسة و الجامعة ومؤسسات المجتمع كافة ، فالكل شريك في هذه العملية..

لا نريد شبابا مليئاً بالاحباط او يشعر بالعبودية ، نريد شبابا طموحا مسؤولا، مهتما بكل قضايا وطنه ، منتمياً الى الانسانية التي تبدع دوماً بما تحمله من قيم وأفكار وطاقة ايجابية متوقدة..

مدار الساعة ـ