مدار الساعة - كتب .. د.عيسى الطراونة
تفصلنا ساعات عن موعد زائر اسمه نتائج الثانوية العامه والذي طالما انتظره الآباء بلهفةٍ اكثر من الأبناء أنفسهم، وبمشاعر ممزوجة بين الفرح والخوف وحالة من الترقب ولعل الصورة الذهنية التي رسمناها للثانوية العامة هي من جعلت مشاعر الخوف والقلق هي الاقرب إلى نفوسنا من مشاعر الفرح و الارتياح، فما زالت الثانوية العامة في نظر الكثيرين هي بوابة العبور الوحيدة إلى العالم ودونها تتحطم الاحلام ويخفت الأمل لدرجةٍ لم نعد نرى معها اثنا عشر عاما وكأنها ذهبت هباءاً منثورا ، وحتى أولئك الذين يجتازون بوابة العبور إلى الطرف الآخر من الحلم تجد ثلّةً منهم قابعون تحت متلازمة حرف "الدال" و"الميم" ، فتبقى ابتسامتهم خافتة وفرحهتم مقيدة وكلما أرادوا أن يخرجوا من هذه المتلازمة جاء التأكيد من جديد على لسان الأبوين "أريد أن أراك طبيباً أو مهندساً ". متناسين حقيقة أن غياب الأهداف المحددة وفقا لقدرات الطالب الحقيقية وثقافة " اودك ان تكون " هي من جعلتنا نشاهد كثيراً من حالات الصدمة النفسية وأحيانا الإيذاء الجسدي يمارسه الطلبة تجاه أنفسهم في كل مرة تعلن فيها النتائج .
لقد آن الأوان أن نسير كأولياء امور بخطىً موازية للدور الايجابي الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم ممثلة بوزيرها الحالي الذي لم يتوانى لحظة ببث الرسائل الايجابية لطريقة التعامل مع الأبناء لحظة تلقي النتائج ولعلّي أختم هنا بما قاله معالي وزير التربية والتعليم قبل يومين " أبناؤنا هم رصيدنا الدائم في أعماق كل واحد منهم جوهرة تتبلور وتحتاج وقتها لتخرج إلى الوجود " .
لذا كونو مع أبنائكم ولا تكونوا عليهم ولتتركوا عنكم ثقافة " أودك أن تكون " .