مدار الساعة – كتب : عبدالحافظ الهروط – يظل الفيصلي كناد، المنصة التي تقام عندها الاهازيج والليالي الملاح ، وفي الوقت ذاته، منصة، يطلق عليها سهام النقد دون رحمة.
هذا حال الاندية الكبيرة صاحبة الانجازات التي لا يشفع لها التاريخ وان تعرض "الجواد الى كبوة" وغاب الصهيل موسماً او أكثر.
لا نميز الفيصلي عن بقية الاندية الاردنية، ولا لأنه المتزعم لبطولات الدوري قبل ان يفقد الكثير منها في السنوات الأخيرة، ولكن لأنه كان "الممثل الوحيد" خارجياً وهو يعود مرفوع الراس حتى انه قارع أندية عربية اكثر عراقة منه وتتسلح بنجوم عالميين وليسوا لاعبين، ومع ذلك كان "النسر الأزرق" يحلق في فضاء تلك البطولات.
كرة القدم، انجازات واخفاقات تحدث لأعتى الفرق والمنتخبات، ولكن عند تناول قضية الفيصلي، او أي فريق اردني، يحدث له مثل ما يواجهه "الأزرق" فإنه لا بد من الاشارة الى عدد من النقاط التي نجدها تقف وراء هذا التراجع.
أولاً : رغم الخبرة الطويلة والقيادة الادارية لرئيس النادي الشيخ سلطان العدوان الا ان هذه الخبرة وهذه القيادة لم تجعلا هناك مجالاً للعمل المؤسسي بحيث يكون هناك مجلس ادارة منتخب انتخاباً حقيقياً من هيئة عامة، يفترض بها ان تضم الوف الاعضاء ومن مختلف الشخصيات الوطنية والنخبة وعامة الناس التي توفر بيئة رياضية حقيقية وبما يجعل النادي متميزاً في مرافقه، فاعلاً على الصعيد الوطني والعربي والقاري، حاضراً على الدوام في منافساته.
ادارة تقوم على العمل المؤسسي وحرية الرأي والمشاركة ، تعززها لجان استشارية وفنية وتسويقية واعلامية واجتماعية ، لا ان تنحصر القرارات بشخص او شخصين متنفذين،وهذا الذي يحدث.
ثانياً : عدم استثمار الحالة الجماهيرية، سواء المحبة والمؤازرة للنادي، او تلك التي تتعاطف من جماهير الاندية مع مشاركات الفريق خارجياً بحيث يكون الجمهور داعماً حقيقياً للنادي لا عبئاً عليه، وما ينطبق على الجمهور ينطبق على اللاعبين، بالانضباط السلوكي واحترام المنافسين والحكام والابتعاد عن العقوبات من حرمانات وغرامات مالية، وما حدث في البطولة العربية التي اقيمت في مصر أخيراً ، دليل دامغ ادارياً ولاعبين وجمهوراً.
ثالثاً : ان الاعتماد على اللاعب الجاهز مهما كانت قدراته الفنية لن يصنع فريقاً وان حصل الفريق على بطولة، اذ الاساس هو رعاية النشء بحيث تتواصل الاجيال تباعاً واشبه بمسابقة "التتابع" بحيث يتسلم كل جيل "الراية" من الذي سبقه دون تأثر.
رابعاً : التدخل - بالشان الفني –حتى من رئيس النادي – لا يجوز فالجهاز المعني بهذه المهمة هو الذي يتحمل المسؤولية.
وفي هذا الجانب،اتحدث عن واقعة أُسال بها امام الله في الدنيا والآخرة، قال لي المرحوم المدرب مظهر السعيد وهو الذي قاد فريق الفيصلي الى انجازات محلية وعربية كثيرة " في احدى المباريات المحلية للدوري، كنت اضع خطة اللعب واشرح المهمات للاعبين واذ بـ عضوين من مجلس الادارة يدخلان الينا، فقلت لهما : ماذا تريدان ؟ فأجابا : بصفتنا الادارية من حقنا ان نستمع الى الخطة ومن تشرك من اللاعبين. قلت هذه ليست صلاحيات ادارية، هذا شأن فني،فاحتد النقاش بيننا، وقلت لهما : ان لم تغادرا فإنني سأترك الفريق واعود الى بيتي، فخرجا غاضبين وذهبا الى الادارة وأخبرا المرحوم الشيخ مصطفى العدوان بما جرى، فانتصر الأخير للسعيد قائلاً :المدرب له كامل الصلاحيات الفنية ولا لأي اداري حق النقاش في الامر الفني ، الا من خلال عقد اجتماع يناقش فيه مثل هذا الأمر ثم التصويت على اتخاذ القرار المناسب.
الاخبار المتواترة عن الفيصلي في هذه المرحلة، تقول ان امين الصندوق يتدخل في الشأن الفني والتعاقدات وربما في امور اخرى، ومع ذلك فهو ليس السبب الذي ادى الى تراجع الفريق وانما من جملة اسباب نعتقد كالتي اشرنا اليها وربما تكون هناك اسباب بعيدة عن الاعلام ،وخصوصاً ان ادارة الفيصلي ومعها ادارات اخرى لا تريد ان تكون مفتوحة على الاعلام لا بل مغلقة، وهذا ليس في صالحها، وانما مأخذ عليها لأن باغلاقها تفتح الفضاء على اتساعه للشائعات والأقاويل، ومع ذلك لن تستطيع الادارات التكتم عما يحدث في دواخلها، فالاعوان وادوات التواصل الاجتماعي تصل الى "الجلسات المغلقة" ومهما كان هناك تضييق او تستّر او سريّة، حتى ان الفيصلي اكدت مصادر لـ مدار الساعة انه استنزف مستحقاته المالية من حقوقه في الدوري قبل ان ينتهي الموسم الكروي.