مدار الساعة - كتب .. م.موسى عوني الساكت
لو كانت عربة الحكومة الاقتصادية تسير في الاتجاه الصحيح، بل لو أن هناك سكة أصلا تسير عليها تلك العربة، لما اضطر جلالة الملك الى التدخل.
ما يدعو للأسف أن ما نعاني منه في العلاقة بين الحكومة والمواطنين ليس في الانغلاق البرامجي، أو في اختلاف وجهات النظر في استراتيجيات الاقتصادية على سبيل المثال، بل في أن هذا الانغلاق يأتي في أغلب الأحيان من "اللاستراتيجية" التي تمارسها الحكومة في التخطيط والادارة.
حالة الاستجداء التي كشف عنه فيديو تحت قبة برلمان الشعب لنائب يناشد رئيس الوزراء دولة الدكتور هاني الملقي بالقول: "الله يخليك تركنا لكم الخبز اتركوا لنا الدواء.. حرام في كتير من الاردنيين مسخمين" والرد من الملقي عليه بأنه لا يوجد "مسخمين" دليل على الفجوة الكبيرة بين متخد القرار وعامة الشعب!
في الحقيقة علينا أن نشعر بالاسف على غياب السياسات الاقتصادية للحكومة من رؤية تخطيطية تقوم على بناء الوطن ليس لعام أو موازنة، ولا لعامين، بل لسنوات قادمة.
ما يدعو للأسف ايضاً أن الحراك النقابي والنيابي الذي جرى في محاولة لعودة الحكومة عن تسعير "المرض" وفرض ضريبة عليه، لم يجد نفعاً خصوصا ان المرض ليس سلعة وأن الدواء لا يقتنيه المواطن كمستهلك.
عربة دائما ما كانت ترفض السير في الاتجاه الصحيح، ليس لأنها لا تريد ذلك، بل لأنه لا سكة لديها ولا استراتيجية واضحة تسير عليها.
كإقتصاديين نحن ندرك حجم التخبط الذي تمارسه الحكومة، وندرك معه أن هذه الممارسات تعمل على تهديد حتى خزينة الدولة.
وليس من مؤشر على ذلك أكثر قسوة من تراجع حجم الايرادات الضريبية في النصف الأول من العام الماضي 200 مليون دينار اردني.
إلى متى سيضطر جلالته الى التدخل في الصغيرة والكبيرة؟ ألم يكلف جلالته حكومة تعهدت له أن تكون على قدر المسؤولية.. إن ما يفهم من التدخل الملكي عنوان واحد هو: فشل هذه الحكومة!