كانت في سن الـ 16، ابنة لعائلة فلاحين من قرية نائية، الاحتلال الأجنبي أثارها، خرجت للنضال ضده. أعمالها أدهشت أبناء شعبها المقموع، الذي ارتفعت روحه من أسفل اليأس الى الأمل الجديد. تم اعتقالها من قبل المحتلين الذين حاكموها.
الأوصاف يمكن أن تنطبق على الصبية عهد التميمي، لكن المقصود هنا جان دارك، المعروفة بوصف «العذراء من اورليان».
ومن جان دارك ينعطف إلى عهد التميمي ابنة الـ 16 من قرية النبي صالح. كل العالم يعرف الآن اسمها. كل العالم شاهد صورتها. وهذه فقط البداية. التميمي تحولت امام ناظرينا (أبناء دولة الاحتلال) الى جان دارك الشعب الفلسطيني. الانترنت ينشر في ارجاء العالم صورتها البطولية، التي تحمل فيها علما فلسطينيا يرفرف، جنود الجيش الاسرائيلي، الرائد والشاويش، تموضعا في ساحة بيتها. توجهت اليهما برفقة أمها وأختها وقمن بشتمهما. هما لم يتحركا، قامت بضرب الضابط، وهو لم يتحرك. عندما صفعته على وجهه. وهو بدوره قام بحماية وجهه لكنه لم يتحرك. هذا الضابط هو الشخص العاقل الوحيد في كل القضية. هو وزميله الشاويش تراجعا، احتلال «عاقل!» كان سيتعامل مع كل القضية بسخرية. وهكذا كان يمكن أن تنتهي القضية. ولكن نظام الاحتلال غير مستعد لترك الأمور بهذه الصورة، كما أن أبناء العائلة وثقوا الحادثة. الاحتلال لا يعرف السخرية. تم أخذ عهد من الفراش ليلا، وأمها وأختها ايضا. لقد تم عرضهن على قاض عسكري، قام بتمديد اعتقالهن. تم اعتقالها في ظروف مهينة، نقلت من سجن الى آخر، ولم يسمح لها باستبدال ملابسها، في قاعة المحكمة وضع ثلاثة جنود أمام مقعد الأب كي لا يستطيع رؤية إبنته!
سلوك الجيش واضح. اراد معاقبة الفتاة «حتى تكون عبرة لغيرها». فتاة ضربت ضابطا في الجيش الاسرائيلي يجب أن تعاقب من اجل أن يأخذ عشرات آلاف الشباب والفتيات العبرة منها. الجيش الصهيوني لا يمكنه إحراق الفتيات، مثلما تم إحراق جان دارك الأصلية، يمكنه فقط أن يسجن.
خلاصة القول، الاحتلال يتسبب بالغباء. في النهاية الغباء سيتسبب لنا بالانهيار. هكذا يقول أفنيري!
الدستور