الانتخابات البرلمانية 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

هوامش في ذكرى الزعيم !!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/17 الساعة 00:20
مدار الساعة,عمان,مصر,مقالات,فلسطين,

ما كُتب وسوف يكتب عن مئوية الزعيم عبد الناصر، سيشهد الكثير من التكرار واعادة انتاج ما يُنشر او يُبث فضائيا، لهذا سأقتصر في هذه العجالة على بضعة مواقف لها بُعد شخصي قد تعلق المناسبة بعبد الناصر.

ذات مساء ممطر في احد فنادق عمان اتيح لي ان التقي الرئيس التنزاني جوليوس نيريري بصحبة الصديقين عبد الله صلاح وعدنان ابو عودة، واذكر انني فاجأته بما لا يتوقعه على الاطلاق وهو انه كان في ستينيات القرن الماضي سببا لرسوبي في امتحان له صلة بدراستي للادب العربي، وقلت له انني علمت من زملائي انه سيمر مع عبدالناصر من منطقة روكسي بمصر الجديدة وكان لدي فضول لم استطع مقاومته لأرى الزعيمين من شرفة غرفتي، صمت نيريري فيما كانت عيناه محتقنتين وقال : هل ثمة من يتذكّر !

وحين التقيت السيدة مُنى ابنة الرئيس عبد الناصر بعد محاضرة القيتها عن الاعلام العربي قلت لها انني هنا بفضل ابيك، ولولاه لما تعلمت في جامعة القاهرة وانا القادم من قرية نائية لم تكن وصلتها الكهرباء، وكانت حصيفة باجابة قلت لها انها تليق بتربية عبد الناصر، وكان ذلك الموقف بحضور السيد عمرو موسى والصديق غسان طهبوب وبدعوة من السيدة رندة فؤاد! وبالامس كان الصديق احمد الجمّال وهو من ابرز الناصريين والعروبيين يحاور على احدى الفضائيات احد قادة حزب الوفد، واختصر الجمّال الحكاية كلها حين قال انه تعلم، ويركب سيارة فارهة ويدخن السيجار رغم انه من عائلة غير موسرة ومن فلاحي مصر بفضل عبد الناصر!

وذات مساء قاهري دافئ قال لي الصديق الشاعر احمد فؤاد نجم ان عبد الناصر مات وهو في السجن ولما جاءت امه لزيارته تصورت انه سيشمت بموت عبد الناصر وقالت له يا ولدي سقط عمود الخيمة! وحين نشرت مقالتي نداهة اليتيم في مجلة وجهات نظر المصرية عن ذكريات ابهى عقود القرن العشرين وهو الستينيات التقيت الاستاذ هيكل الذي كان ينشر مقالاته في المجلة ذاتها، ودار حديث عن الستينيات وعبد الناصر وفلسطين وعرفت منه انه يحتفظ بدفتر صغير يشبه دفاتر تلاميذ المدارس كان عبد الناصر يكتب فيه يومياته في الفالوجا، وعلى غلافه بقع دم اصبحت سوداء، قال لي هيكل لو أن رجلا غيره حدث له ذلك لقال، إنه «جُرح في الحصار»، لكن عبد الناصر قال إنه «كان يكتب على ضوء مصباح نفطي وانكسرت زجاجته فأدمت يده».

لا تتسع هذه العجالة لذكر بعض ما سمعته من العديد ممن عرفوا ناصر عن قرب ويبكونه الآن عن بُعد !

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/17 الساعة 00:20