أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العبادي يكتب: مائة عام من المؤامرات.. جعلت الأردن أكثر اقتداراً وصلابة ومنعة

مدار الساعة,مقالات,عبد الله بن الحسين,الملك عبد الله الثاني,جامعة الدول العربية,الجيش العربي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

محمد مناور العبادي *

كلما تعاظمت المؤامرات على الاردن قيادة ووطنا وشعبا.. ازداد الاردن قوة وصلابة وتضاعف دوره المحوري في المنطقة والعالم، كما يؤكد تاريخ الاردن منذ هزيمة قوات الامبراطورية العثمانيه في معان قبل نحو مائة عام، امام جحافل قوات الثورة العربيه الكبرى بقيادة الأمير عبد الله بن الحسين حتى الاشاعات الاخيرة التي استهدفت امن واستقرار الاردن وتحالفاته التاريخية الاستراتيجيه مع الاشقاء والاصدقاء.

اذ منذ الايام الاولى لتأسيس امارة شرق الاردن حتى اعلان المملكة الاردنية الهاشميه والى اليوم، واجه الاردنيون عشرات الازمات والتحديات القاسية التي كانت كل واحده منها كافية لاسقاط وانهيار دولة اكبر واثرى من الاردن.

لكن لم يتمكن احد وعلى مدى عشرة عقود من لي ذراع المملكة، رغم كل المغريات والضغوطات والمؤامرات والدسائس والاشاعات الهدامة، لان القيادة الاردنية بارعة في التعاطي مع المصالح المتنافسة، محليا وعربيا واقليميا ودوليا، وتحظى بشرعية دينية وشعبية وسياسية وتاريخية، مما مكنها من التعامل بمرونة وحكمة وحنكة وتسامح ومحبة وتوازن لامثيل له، مع شعبها اولا الذي التف حولها بقناعة كاملة، وولاء منقطع النظير، وانتماء لتراب الوطن لا يعادله انتماء.. تماما كما تعاملت القيادة الهاشميه بنفس الروحانية، مع الاشقاء والأصدقاء.

لذلك اكتسبت المملكة ثقة العالم ومحبته واصبحت بقيادتها وشعبها وموقعها الجيوسياسي الفريد ايقونة تبهر الابصار ومنارة شرق اوسطيه،يحرص الجميع سواء بمن فيهم الاعداء، على المحافظة عليها كرمز للامن والامان والاستقرار، ليس في المنطقة فحسب،بل في العالم كله باعتراف ليس اشقاء واصدقاء الاردن فحسب بل اعدائه ايضا..

لقد حاول الكارهون للاردن بشتى الاساليب الظاهرة منها والخفية النيل من الاردن وقيادته وشعبه وامنه واستقراره وكيانه الوطني، ورفضوا في منتصف القرن الماضي الاعتراف بوحدة الضفتين الشرقيه والغربيه لنهر الاردن التي جاءت بمبادرة فلسطينية لحماية ماتبقى من الارض المقدسة من الاحتلال الاسرائيلي الاول لها. وحاولوا طرد الاردن من جامعة الدول العربية، املين ان ينهار الاردن وفلسطين معا. ولكنهم فشلوا.

ووصل الحقد على الاردن الى غزو عسكري خارجي، ودعم عصيان مسلح سواء في زمن الامارة او المملكه... وحاولوا اغتيال الملك الحسين رحمه الله باسقاط طائرته، او بدس السم له في طعامه، او مهاجمة موكبه بالاسلحة النارية، او باثارة القلاقل والاضطرابات الداخلية وفشلوا ايضا.

صمد الاردن صمودا فولاذيا اسطوريا رغم انه لا يملك من مقومات الصمود المادية شيئا الا عزيمته وجيشه واجهزته الأمنية، وبقي كما خطط له المؤسسون الهاشميون الاوائل، سهم محبة للاصدقاء والاخوة، وسهما قاتلا لمن يريد به شرا، كما تؤشر خريطته الجغرافيه، يفصل بين اسرائيل من جهة، وكل من سوريا والعراق والسعوديه من جهة اخرى، يحمي ديار العرب من التمدد الاسرائيلي، وعمليات تهريب الاسلحه والمخدرات، وتسلل عصابات الاجرام حتى لايعيثوا فسادا في الارض العربية المباركة في دول الجوار العربية.

وجاءت قضية القدس ليستغلها بعضهم – دولا ومفكرين وتنظيمات وهيئات بحسن او سوء نيه - شعارا يقول ان الاردن بات وحيدا وان حلفاءه تخلوا عنه، وان عليه ان يغير تحالفاته التاريخيه التي حمت الاردن طيلة عشرة عقود من الزمن. فكانت هذه الدعوة حقا يراد به باطل.اذ ارادوا بذلك القضاء على مصداقية الاردن وسياساته المتوازنة في المنطقة،بهدف تحقيق امالهم في اضعاف المملكة، ليسهل الانقضاض عليها لاحقا، وتحقيق اهدافهم الخبيثة التي فشلوا فيها طيلة مائة عام.

ولم يكتفوا بذلك، بل استغلوا احالة ثلاثة من اصحاب السمو الملكي الضباط في الجيش بينهم شقيق الملك سمو الامير فيصل بن الحسين على التقاعد في اطار تحديث واعادة هيكلة الجيش العربي الاردني لنشر الاشاعات المضحكة والتي دحضها سمو الامير فيصل بصفته نائبا لجلالة الملك في اليوم التالي مباشرة حينما تراس اجتماعا امنيا عسكريا شارك به رئيس هيئة الاركان وجميع قادة الاجهزة الامنيه وجميع محافظي اقاليم المملكه عقد في وزارة الداخليه للاستماع الى ملاحظاتهم واقتراحاتهم ليبقى الاردن واحة وامن وسلام في المنطقة.

لقد اراد الملك عبد الله الثاني باحالة اقرب الناس اليه الى التقاعد ان يقول لكل الاردنيين": اننا دولة دستور وقانون وعدالة وان الامراء مثلهم مثل بقية الاردنيين خاضعين لمعايير العدالة والمساوا ه ولاينبغي تمييزهم عن غيرهم".

بالتاكيد ان اصحاب الاشاعات والمؤامرا ت ومن يرددها عن حسن نيه لم يقراوا تاريخ الاردن، الذي يؤكد ان المملكة خرجت من كل ازمة تعرضت لها خلال مائة عام اكثر صلابة، بفضل تماسك الشعب الاردني مع الجيش والقبائل وابناء المخيمات وكل المقيمين على الارض الاردنية مع النظام الملكي الهاشمي.

ومما يعزز هذه اللحمة الداخلية، ان الاردن كان وسيبقى وفيا لشركائة الاستراتيجيين الاشقاء والاصدقاء الذي لم يتخلوا عن المملكة يوما واحدا ماديا ومعنويا، والذين يجمعون على معادلة ثبتت عمليا تقول "لا امن ولا استقرار ولا سلام ولا مستقبل ولا ازدهار لدول الشرق الاوسط دون الاردن ".. وهذه معادلة ينبغي على اعداء الوطن وممن ينساقون وراء مؤامراتهم عن حسن نية ان يتذكروها جيدا : الاردن قوي بتحالفاته، كما ان حلفاءه اقوياء بالاردن بموقعه الجيوسياسي المتميز، وقيادته الحكيمة السمحة، وشعبة الوفي الذي صمد امام كل المتآمرين، الذين لم يتركوا نهجا او وسيلة، تخطر او لا تخطر على بال، للتآمر على الاردن والاردنيين، ولكنهم فشلوا وتحطمت مؤامراتهم منذ مائة عام حتى اليوم كما يؤكد لنا تاريخ الهاشميين الذي التصق بتاريخ الاردنيين وتاريخ العرب الشرفاء الذين احتضنهم الاردن منذ ان شكل الامير العربي الهاشمي عبد الله بن الحسين الاول طيب الله ثراه حكومته الاولى في شرق الاردن في 11 نيسان 1921 برئاسة رشيد طليع اللبناني الدرزي العروبي، تاكيدا على ان الاردن وطن كل الشرفاء العرب، وطليعة قوميه لتحقيق امال الامة واحلامها في الوحدة والحرية والحياة الافضل، وهو شعار الهاشميين الذي استهدفه كل المتامرين، وفشلوا في اسقاطه، فسقطوا، وبقي الاردن وقيادته وشعبه، يحملون هذا الشعار ويحتضنونه، بكل الحب والايمان به، يدعمهم كل شرفاء الامة.

* صحفي وباحث

مدار الساعة ـ