استعرض دبلوماسي وسياسي إسرائيلي بارز، توقعاته المثيرة لأهم الأحداث في عام 2018، في ظل ما وصفها الظاهرة "الترامبية"، والميل نحو التطرف أكثر في "إسرائيل"، وسماح السعودية للنساء بقيادة السيارات.
متى يصبح ترامب أوزه عرجاء؟
ومنذ تم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في كانون الثاني/ يناير 2017، "أصبح العالم أكثر استقطابا حتى من عهد الحرب الباردة"، وفق الدبلوماسي والسياسي الإسرائيلي أوري سفير الذي لفت أن "ترامب ليس حادثة طرق مصادفة في التاريخ الأمريكي".
وأوضح أن "ترامب يعبر عن أماني حقيقية توجد في المجتمع الأمريكي ومعظم العالم"، مضيفا: "هذه هي الموجة المضادة للعولمة، التي صممت العالم السياسي والاقتصادي في العقود الثلاثة الأخيرة، والكثير في العالم يرى أن العولمة هي تهديد لهويتهم القومية".
وأكد سفير في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "النموذج الأمريكي يعكس الأماني القومية وكراهية الأجانب"، موضحا أن "الترامبيون ينفرون من الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الدبلوماسية الجماعية، اتفاقات التجارة الحرة متعددة الجنسيات، اتفاق المناخ، الاتفاق متعدد القوميات مع ايران، وأكثر من كل شيء آخر ينفرون من حركة المهاجرين الأجانب".
وفي "مواجهة الترامبية تقف القوى الليبرالية للعولمة وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي التي تتبنى الحركة الحرة للتجارة؛ للأشخاص والأفكار"، منوها أن "روسيا، التي تنفر من ترامب، تنتمي رغم كل ذلك لمعسكره بالذات أكثر مما تنتمي لغيره".
ورغم هذا الاستقطاب، توقع الدبلوماسي الإسرائيلي، أن يستمر ترامب في منصبه في السنة القريبة القادمة 2018، موضحا أنه مع "استمرار سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب، لا يبدو أن هناك تهديد حقيقي بشأن الإطاحة بترامب".
ونوه إلى أن "الحدث الأكثر مركزية في 2018 سيكون انتخابات الكونغرس التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل"، متوقعا فوز الحزب الديمقراطي بالأغلبية في مجلس الشيوخ، ولكن ليس في مجلس النواب، وعندها سيصبح ترامب أوزه عرجاء دون أغلبية في مجلس الشيوخ".
من سيفوز بالمونديال؟
وأضاف: "وعندها ستكون نظرته منومة مغناطيسيا من احتمال انتخابه لولاية ثانية في 2020، كما لم يبادر ترامب إلى فعل حربي، ولكن إذا اضطرت الولايات المتحدة للتصدي لعمليات إرهاب، فإن الهدف العسكري قد يكون إيران".
وفي "إسرائيل، التي تشكل صورة مرآة للولايات المتحدة، توجد أغلبية يقودها الحلف بين القومية المتطرفة الليكود ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والمسيحانية للوزير نفتالي بينيت والمستوطنين؛ وهو الحلف الذي يتبنى سياسة ثنائية القومية والانعزالية، وفي مقابلهم توجد معارضة ليبرالية؛ من الناحية السياسية ضعيفة ولكنها من الناحية الاجتماعية قوية وبارزة"، وفق سفير.
وستشهد 2018، وفق الدبلوماسي، "استمرار ميل القومية المتطرفة المسيحانية والمناهضة للديمقراطية، مع مواصلة الهجمة على المعارضة، السلطة القضائية ووسائل الإعلام"، مضيفا: "سيواصل نتنياهو تورطه في التحقيقات، ويحتمل أن يقدم للمحاكمة ولكن سيواصل الحكم؛ سواء بقوة القصور الذاتي أم من خلال انتخابات مبكرة".
وحول توقعه لما سيجري على الجبهة الجنوبية والشمالية، رجح وقوع "مواجهة عنيفة، سواء في الجنوب مع حماس، أو في الشمال مع حزب الله، أو وقوع انتفاضة فلسطينية ضد استمرار سياسة الضم والاحتلال، في حيت سيصد نتنياهو بكفاءة كل مبادرة تؤدي إلى حل الدولتين".
وتابع: "النظرة نحو 2018 متشائمة، بما في ذلك أيضا بسبب الضعف السياسي لليسار ويسار الوسط، بينما يتنافس آفي غباي (رئيس حزب العمل الإسرائيلي) ومائير لبيد (زعيم حزب يوجد مستقبل") على من سيكون يمينيا أكثر".
وتوقع في عام 2018، أن "تبرز امرأة من الحزب الديمقراطي، تتحدى ترامب في انتخابات 2020"، كما سيخلق رفع حظر السياقة على النساء في السعودية، ثورة حقيقية في السعودية"، مضيفا: "ستفوز ألمانيا بالمونديال". عربي21