أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الملك والقدس

مدار الساعة,مقالات مختارة,الشريف حسين بن علي,الملك المؤسس,عبد الله بن الحسين,الملك عبد الله الثاني بن الحسين,الهيئة الخيرية الهاشمية,قطاع غزة,جامعة الدول العربية,المسجد الأقصى
مدار الساعة ـ
حجم الخط

نزيه القسوس

لم نر حتى كتابة هذا المقال أي زعيم عربي مهما كان موقعه أو منزلته يدافع عن عروبة القدس كما دافع جلالة الملك، ولم نر قائدا وقف برجولة وشهامة في وجه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب كما وقف جلالة الملك، وبالرغم من العلاقات القوية جدا التي تربط الأردن بالولايات المتحدة الأميركية وبالرغم من المساعدات السخية التي تقدمها لبلدنا، إلا أن جلالة الملك لم يدخر وسعا في ادانة قرار الرئيس الأميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية اليها، كما أن الأردن هو من دعا إلى عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة من أجل بحث تداعيات قرار الرئيس الأميركي.

المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس هي تحت الرعاية الهاشمية، وهذه الرعاية ليست جديدة؛ فالشريف حسين بن علي هو من رمم المسجد الأقصى المبارك وقبره لا يزال هناك بعد أن أوصى بأن يدفن في الأقصى، والملك المؤسس عبد الله بن الحسين استشهد على أبواب الأقصى، والملك الحسين رحمه الله كان يرعى هذا المسجد العظيم ويأمر بصيانته وترميمه باستمرار، ونحن نذكر منبر صلاح الدين الذي صنعه الأردنيون بزخارفه وصوره الجميلة وأرسله المغفور له الملك حسين إلى القدس، أما الملك عبد الله الثاني بن الحسين فقد رعى المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، فقد أمر جلالته بترميم قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة، كما أن جميع موظفي الأوقاف الإسلامية في القدس بمن فيهم حراس المسجد الأقصى يتقاضون رواتبهم الشهرية من الأردن.

لقد وقف جلالة الملك مع الإخوة الفلسطينيين وقفة عز وشهامة منذ توليه لسلطاته الدستورية، وقد أرسل لهم مستشفى ميدانيا وضع في مدينة رام الله ليعالج جرحى الانتفاضة وما زال هناك حتى الآن بطواقمه الطبية وأدويته وهو يقدم العلاج مجانا لأشقائنا الفلسطينيين، بالإضافة إلى مستشفى آخر في مدينة جنين والمستشفى العسكري الميداني الموجود في مدينة غزة الذي عالج حتى الآن آلاف الغزيين، بالإضافة إلى المساعدات العينية التي ترسلها الهيئة الخيرية الهاشمية إلى قطاع غزة بشكل منتظم حتى تخفف على أهلنا في القطاع عناء الحصار الإسرائيلي الظالم.

لقد عاشت القدس في ضمائر الهاشميين ولم ينسوها ولو يوما واحدا، وكان أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين دائما تحت رعايتهم؛ فهذا المسجد هو مسرى جدهم الأعظم محمد صلوات الله عليه وسلامه، ومدينة القدس بجميع مقدساتها تعني لهم الكثير الكثير.

أطال الله في عمر الملك ومتعه بالصحة والعافية ولن ينسى العرب الأشراف ومعهم المسلمون هذه المواقف الشجاعة التي وقفها أبو الحسين.

حفظ الله الوطن وحفظ الملك.

الدستور

مدار الساعة ـ