انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

لا حباً بقطر ولا بغضاً بالسعودية

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/23 الساعة 17:48
قطر,السعودية,مدار الساعة,اقتصاد,الاردن,الأردن,الامارات,ثقافة,فلسطين,

مدار الساعة - خاص - بقلم المحامي بشير المومني

بشكل مباشر وواضح نقول إن لغة السياسة لدى الدول لا تعرف مشاعر الحب والبغض فهذا يصلح للعشاق لا الدول التي تتحسس طريق المصلحة، وعليه فإن الدعوة لإعادة فتح العلاقات مع الجميع سواء سوريا وقطر أو تركيا وحتى ايران على مرجعية اقتصادية لا تقوم على اساس فكرة الميول الشخصية أو نزعات التنظيمات الفاعلة في الساحة الاردنية او مدى اقتراب وابتعاد الشخصيات الطبيعية والاعتبارية المؤثرة في المجتمع عن باب السفارة الفلانية او العلنتانية بل يخضع ذلك لتقديرات وحسابات المصلحة الوطنية؛ لذا لم يكن الطرح للفكرة بالأساس قائماً على ثنائية الاستقطاب تجاه المحاور الاقليمية بل الخروج منها ولزوم اعادة تموضع الأردن في سياقه الطبيعي (عدم الانحياز) قبل أحداث ما يسمى الربيع العربي ..

وبشكل مباشر وواضح نقول أيضا ان الأردن بتفاعلاته السياسية والشعبية ليس محلا لتصفية صراعات أقليمية ما بين الدول والمشاريع التي لم تتعلم حتى الآن انها على وشك السقوط او اللحاق بركب التغيرات الاجبارية في الاقليم ولم تستطع حتى الآن ادراك حقيقة مفادها ان وصفة الربيع العربي قد تناولها العرب واخرجوها في مصارف البنوك الغربية وقد انتهت مفاعيل (الشربة) ولكن البعض لا زال مصمما على توهم انه قيد النقاهة في حين انه انتقل أجباريا لمرحلة أخرى ومربع آخر من مربعات الأزمة التي تحتاج لتكيف سياسي عالي وبراغماتي مختلف..

اما نحن في الأردن فندرك تماما ان المرحلة قد انقضت وان (حرق اوراقها واداوتها) قيد الإنجاز ولسنا معنيين بما يدور من صراعات جوفاء ومراهقات إعلامية في الأقليم لن تسمن ولن تغني من جوع بل انها ستسوء من مراكز الجهات المتصارعة لا أكثر حتى أن التراشق الاعلامي لم يعد بين الأنظمة والدول بل بات بين شعوب المنطقة بكل أسف وينبض بكراهية غير مسبوقة وهو يحاول الوصول للأردن لجر الشعب الأردني باتجاهات غير منتجة تنعكس كقرارات على أهل الخفة السياسية في بعض الدول، بالمقابل فإن الأردن قيادة وشعبا لا وقت لديه للدخول في مهاترات سخيفة وقد اتخذ موقفا واضحا جدا من الأزمة باعتبار ان البوصلة اليوم تشير للقدس فلسنا معنيين بالمواجهة السعودية القطرية او التركية الاماراتية او السنية الشيعية الا اذا كان هذا الاهتمام لغايات رأب الصدع الخليجي والاقليمي حفاظا على ما تبقى او انقاذ ما يكمن انقاذه وهنا نوجه التحية للكويت الشقيقة..

السياسات الوطنية الاردنية واضحة وهي غير مبنية على الابتعاد عن السعودية بغض النظر عما أثير مؤخرا في مسلسل التهريج الإعلامي كما انه ليس مبنيا على تفضيل قطر فهذه معاييرغير موضوعية تصلح على مقاس الأشخاص او التنظيمات لكنها لا تصلح أبدا للدول، والأردن اليوم يقف على مسافة واحدة من الجميع ويقود معركة وجودية كبرى تستلزم الخروج من ثنائية الاستقطاب تحقيقا لمصالحه الاستراتيجية ومن يطلب منا ان نتخذ موقفا تحالفيا فهو لا يدرك ان حلفه لم يعد له معنى او قيمة سياسية لانتهاء الغاية التي وجدت من اجلها التحالفات في الاساس وعليه ان يدرك ضرورة التقدم خطوات لا بل ان يقفز قفزا لمواكبة التغيرات القادمة حيث ان التحالفات بمعناها التقليدي قد باتت تشكل قيودا على المرونة التي تتطلبها المرحلة أما بالنسبة للأردن فاذا كانت مصلحته تقتضي فتح ابوابه للشيطان فسنفعل ونحن على استعداد للذهاب أبعد من فتح الأبواب للشيطان اذا كان ذلك يحمي الأردن ومصالحه ..

للداخل نوجه رسالة .. للحكومة أولا، فالعلاقة ما بين الشعب وقيادته في افضل حالاتها فلا تفسدوها برفع الأسعار غير المبرر نهائيا ليصار الى صرف الشعب عن قضيته الأساسية وتحويل الصراع مع الخارج لصراع داخلي لا سيما ان المزاج الشعبي ملتهب وقد عادت ثقافة الاحتجاج للشارع فيتم اتهامكم بمحاولة تركيع الشعب الأردني لتمرير ما يسمى بصفعة القرن فتتحول الاحتجاجات من قضية وجودية لقضية أقتصادية ثم سياسية داخلية موجهة نحو منظومة الحكم تستهدف تقويض النظام المستقر لأن أي قرار اقتصادي غير مدروس الكيفية و الحجم والتوقيت هو مساهمة مباشرة في خلخلة أركان الوطن وأمنه ولا يخدم سوى العدو الاستراتيجي للاردن.

الرسالة الثانية لتنظيم الأخوان ، لا نريد أن نفتح معكم جردة حساب وعفا الله عما مضى ومصلحتنا الوطنية اليوم تقتضي تكاتف جميع القوى على قلب رجل واحد لحماية الأردن وفلسطين، لكن نفس الرسالة للحكومة لا تعودوا سيرتكم الاولى وقد انتهى مشروعكم الى فشل ذريع وتسبب بما تسبب به للأمة من اخلال بمراكز القوى وتفكيك الدول لمصلحة المشروع الصهيوامريكي .. باختصار اخفضوا راياتكم الخضر وارفعوا اعلام الأردن وفلسطين فقط لا غير ولا تحاولوا اختطاف الشارع او احتكاره او توظيفه لصالح الغير او لاستعادة أمجادكم البائدة فالمعركة الوجودية والقدس أكبر من كل أطماع التنظيم المالية او الشعبوية او الوصول لكرسي الحكم وأي حرف للجهد الوطني شعبيا وقياديا لبوصلة الصراع عن القدس لأدخالنا في سجال وصراع داخلي يخدم العدو الصهيوني فقط ..

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/23 الساعة 17:48