محمد العشيبات
لم يخطر في بالنا كاردنيين ان تتغير المعادلة السياسية في الاْردن باقل من أسبوع بدعوة الحكومة للشعب بالنزول الى الشارع ومشاركة رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونه وأعضاء مجلس النواب بمسيرات تنديدا بقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب لتحقق بذلك تفوقا على خصمها التقليدي وآخرين تعود الاردنيون ان يروهم بالصفوف الاولى بالمسيرات الاحتجاجية التي كانت تشهدها المملكة .
ويعكس عدم تفاعل الاردنيين كثيرا مع استقالة النائب صداح الحباشنة من مجلس النواب وتبريره ان أسباب الاستقالة جاءت نتيجة ضعف مواقف مجلس النواب وعدم قدرته على القيام بواجباته عن قناعتهم بتحسن اداء مجلس النواب الثامن عشر بدورته العادية الثانية التي بدأت قبل اقل من شهر بعد سلسلة خطوات اتخذها المجلس ابتداء من مذكرة نيابية وقعها ١٠٥ نواب لوقف مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية ٢٠١٨ الى حين تراجع الحكومة عن زيادة أسعار الكهرباء والكاز ورفع الدعم عن الخبز وتفويض اللجنة القانونية بمراجعة ودراسة كل الاتفاقيات مع اسرائيل والمعاهدات الموقعة معها ومن ضمنها اتفاقية وادي عربة وبيان المخالفات والاختراقات التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي كما تم تكليف اللجنة القانونية بإعداد مذكرة قانونية للرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية تحويل الاْردن الى مجلس الأمن فضلا عن تحركات دبلوماسية يقودها عاطف الطراونه على مستوى الإقليم لايصال رسائل سياسية لتهيئة الأجواء امام الدولة في بناء تحالفات والبحث عن أوراق ضغط لافشال مشاريع تقودها اسرائيل بالاتفاق مع دول عربية تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية .
وما يهم الأردنيين في هذه الفترة التخلي عن كل شيء في سبيل مرور الاْردن من التحديات والمنعطفات السياسية التي تمر بها المملكة وأصبح الاردنيون على اطلاع بكل المؤامرات التي تحاك على الاْردن واستطاع الاعلام الرسمي في سابقة ان يوعي الشارع بالظروف السياسية وتحدياتها التي تمر بها المنطقة فيما يتمنى الكثير من النخب السياسية استمرار التنسيق وتفعيل الأدوات الإعلامية الرسمية لايصال الرسائل للاردنيين.
ويشعر الاردنيون هذه الأيام مع مليكهم في ظل التحدي السياسي الكبير الذي تواجهه المملكة و يتزامن مع حرب اقتصادية غير معلنة، وهناك تاكيد من كافة الشرائح الاردنية بأنها تقف صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية للتصدي لما سمي بصفقة القرن المشبوهة لقناعتهم ان هناك ضغوط تُمارس على الاْردن لمحاولة ثنيه عن افشال المخطط الصهيوني الذي يستهدف القدس التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة وليس بالتلسكوب من عمان والقدس أيضا فيها قضى مؤسس المملكة الاردنية جلالة المغفور له الملك عبد الله الاول ابن الحسين شهيدا مؤمنا بالله وحافظا لعهد بني هاشم الابرار.