أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

انتفاضة القدس لـ ’مدريد 2‘

مدار الساعة,مقالات,رئيس الوزراء
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب .. ايمن دهاج الحنيطي

بعد "اعلان ترامب" الباطل والمنافي لكل الاعراف الدولية، ينبغي لنا ان نستقي العبر ونعد لم هو ات.

اثبتت الاحداث الاخيرة ان ترامب لا يستمع سوى لصديقه الحميم نتنياهو والذي حقق "انجازا تاريخيا" اراد منه انقاذ شعبيته المنحدرة للاسفل بفعل ملفات الفساد المتورط بها، وتبييض صورة حزبه الليكود التي صبغت بالفساد، بعد الكشف اخيرا عن تورط رئيس الائتلاف الحاكم دافيد بينان، وسفير نتنياهو في الامم المتحدة داني دانون بقضايا فساد من العيار الثقيل .

وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينس قال لاذاعة الجيش الاسرائيلي "ان الفضل في القرار الاميركي التاريخي يعود لنتنياهو شخصيا فهو الذي اقنع ترامب به"، طبعا ليهربا كلاهما من مشاكلهما الداخلية، نتنياهو استغل تفاقم وضع ترامب بعد ما كشفه مستشاره السابق فيلين بخصوص التدخل الروسي، وهذا تزامن ايضا مع بدء الحديث في اسرائيل عن نية الشرطة تقديم مذكرة اتهام بحق نتنياهو بعد ست مرات من التحقيقات معه حول شبهات الفساد، لذلك جاء قرار ترامب سريعا وصادما ودون اي تمهيد.

وحتى يترك ترامب الباب مفتوحا لتنفيذ ما هو قادم، تعمد وبايعاز من نتنياهو طبعا على ذكر ان تكون "القدس عاصمة اسرائيل " ولم يحددها "بالقدس الغربية" حتى تدخل المنطقة في دوامة جديدة من العنف وتعود القضية الفلسطينية لتتصدر اولويات الاجندة العالمية بغرض الوصول الى "مدريد 2"،خصوصا بعد ان ترتبت الامور مع دول الخليج.

ففي اعلانه المشؤوم اتى على ذكر اماكن محددة: الكنيست (البرلمان)، المحكمة العليا، مقر الحكومة الاسرائيلية ورئيس الوزراء، وهي كلها في القدس الغربية، ثم ولاول مرة ياتي على ذكر حل الدولتين، ثم قال "حدود القدس لم تحدد بعد وهي للتفاوض" وكررت ذلك نيكي هيلي الجمعة في الجلسة الطارئة في مجلس الامن، وسبقها تصريحات مشابهه لوزير الخارجية تيلرسون.

اعلان الروس بخصوص اعترافهم بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل قبل ثمانية اشهر، وتاكيدهم مؤخرا ان القدس الشرقية ستكون عاصمة فلسطين مستقبلا تدلل على ان الاميركان والروس يسيران في نفس الاتجاه وما يحدث اليوم وغدا هو مجرد تهيئة للوصول الى هذه النقطة.

في اعلانه المشؤوم اتى ترامب على ذكر الحرم الشريف وهذا فيه اشارة الى الحفاظ على الدور الاردني والرعاية الهاشمية التي اكدت على اهميتها موغيريني اخيرا.

خطة ترامب نشرتها قبل ايام النيويورك تايمز، دولة فلسطينية محدودة السيادة (او حسب تعبير نتنياهو وبينت دولة ماينوس) وعاصمة فلسطين ستكون بالقدس الشرقية في ابو ديس وبيت حنينا حيث يوجد قصر الراحل الملك حسين والذي سيكون مستقبلا على الاغلب مقرا للمجلس التشريعي الفلسطيني.

اذن، الطرح المقبل لترامب بخصوص الدولة الفلسطينية هو ما يدور اليوم في ذهن نتنياهو وبينت واليمين المتشدد، وهي صيغة " دولة ماينوس او بمعنى اوضح دولة منقوصة " او "حكم ذاتي بلس،او بشكل اوضح اكثر من حكم ذاتي " التي يطرحها نتنياهو ولقنها بينت للمقربين من ترامب في زيارة خاطفة حينها الى نيويورك بعيد فوزه مباشرة ،كل هذا سيجري التوقيع عليه في "مدريد 2" الذي سياتي بعد انتفاضة القدس التي انطلقت للتو، للتذكرة "مدريد1" جاء بعد انتفاضة الحجارة والتي تصادف هذه الايام ذكراها ال30 وتبعها ضرب العراق

مدار الساعة ـ