أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مواسم الشعبية وغنائمها ..

مدار الساعة,مقالات مختارة,مجلس النواب,الانتخابات النيابية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

من حق المواطن والنائب الذي يمثله أن يناقش أو يعترض على آلية الدعم الجديدة المقترحة، ومن حقهم أن يتساءلوا عن الشرائح المستهدفة من هذا الدعم، والتي ورد ذكرها في قانون الموازنة، ونذكر بعض الشروط التي توجب على الحكومة تقديم دعم نقدي عن الخبز، كأن تكون عائلة تملك أكثر من سيارة، وأن يتجاوز دخل عائلة 1000 دينار شهريا، أو يتجاوز دخل فرد 500 دينار شهريا..هذه قصة يمكن التحدث عنها او الاعتراض عليها، وهنا يأتي دور النائب، فهو يستطيع أن يناقش هذه الشروط، لكن وإن كان من حقه أن يقبل المشروع أو يرفضه، فإن من حق الوطن والدولة والناس عليه، أن يفعل ويقول ويصوت لما يرضي ضميره ويحمي الناس والدولة، ولا أقول أن ينتصر لحكومة ما سواء أكانت محقة أو غير محقة في توجهاتها..

المعروف أن أي مجلس نواب في الدنيا له من يعارضه، ويقلل من شأنه وأهمية إنجازاته، فالنواب الذين أصبحوا أعضاء في هذا المجلس، كان لهم منافسون ولم يحالفهم التصويت بالنجاح، فكل شخص صوت لمرشح لم ينجح في الانتخابات النيابية هو معارض «افتراضي» لمجلس النواب، وهذا حق سياسي قبل أن يكون حقيقة دامغة، لذلك يعاني النائب في منطقته تحديدا من معارضة ورقابة، حتى وإن نجح بالتزكية في منطقته، فثمة مواطنون فيها يريدون له الفشل في أدائه ويتمنون لو يتم حل المجلس لتجري انتخابات أخرى وينجح «زلمتهم» بدلا عن النائب الحالي، فالنائب بهذا المعنى وفي ظل هذه الحقيقة يعاني ضغطا من نوع ما، لكنه شخص مستأمن على وطن، ولم يذهب الى البرلمان ليخدم مصالح فئة على حساب باقي المجتمع، أو على حساب استقرار الدولة، فالمنطق مطلوب من النواب، لا سيما وأن بعضهم شرع في بث خطاب تصيد الشعبية والانتهازية، وكأنه يدير انتخاباته الشخصية وليس يقوم بواجبه تجاه وطن ودولة وشعب ..

عرفت الكثير عن تلك المزادات والمناقصات البرلمانية خلال العقدين الماضيين من الحياة النيابية في الأردن، وفي ذاكرتي عشرات وربما مئات المواقف عن الأداء النيابي «التجاري»، لكنني أعتقد بأن الظروف الآن مختلفة ولا يحتمل واقعنا السياسي والاقتصادي مزيدا من الاتجار بالمواقف، وقد يغضب مواطن صاحب حاجة يريد الحصول عليها دون أن يفكر في حقوق غيره من أقرانه، الذين قد يكونون أكثر أحقية منه في تلك الحاجة، لكن غضبه ليس قانونا يلزمنا بأداء نيابي أو حكومي منحاز لشخص او لفئة او جهة ما، وهذا ما يجب أن يفهمه النواب والناس، حيث بات أكيدا بأن وضعنا العام لا يحتمل مثل هذه المناورات والمغامرات، ويجب أن يكون أداء بعض النواب أكثر رشدا وبعدا عن تصيد النجومية والتسلق على أكتاف أزمات مالية او سياسية او اجتماعية.

لقد تعمق الأداء الانتهازي وتجذر في أذهان بعض قليلي الخبرة، وأذهان الذين لا يؤمنون بأنهم في وطن يضم غيرهم من الناس، حيث تجد بعضهم يمارسون الابتزاز للوزراء وللمسؤولين، وفي حال لم ينجحوا في مساعيهم، يقومون بفبركة الأخبار ضد الوزراء ووزاراتهم، ويدعون ادعاءات إن لم تكن كاذبة فهي غير قائمة على معلومات حقيقية أو موثقة، ولا أريد أن أذكر مواقف بعينها تجنبا لإحراج الذين «لم يكن في واردهم الابتزاز»، لكنهم سقطوا في نقل ادعاءات بعيدة كل البعد عن الصواب والحقيقة..فاحذروا الانزلاق يا «بعض النواب»، لأننا سنتحدث بالعبارة الكاملة إن شعرنا بأن الواجب يملي علينا بحديث يخدم الوطن والناس والدولة..

الدستور

مدار الساعة ـ