الظروف لا تسمح بالغدق على مشاريع طويلة الأمد، التعليم هو أولوية الدولة، به ومن خلاله استطاع بلدنا أن يُكوّن أفضل ما لدية من قوة، هي قوة المعرفة، وبرغم كل التقارير المحلية الدولية حول التعليم، والتعليم العالي، نحن ما زلنا نملك القدرة على التطوير الجذري، ونملك المنافسة.
ثلاثة علماء أردنيين يحققون مرتبة متقدمة في طبقة العلماء المميزين في العالم، وهناك علماء شباب في الطريق لذلك، وهؤلاء لا يملكون ترفاً من الوقت ولا هم متفرغون للبحث، بل يشغلُ قسماً منهم مهام إدارية، ومع ذلك تقدموا وبيضوا وجه البلد وتفوق الأردن على دول تنفق مليارات على التعليم والجامعات وتستقدم جامعات غربية باسمائها عندها وتوطنها، ومع ذلك لدينا حصة متقدمة أفضل من تلك الدول في الطبقة العليا لمشاهير العلم.
مؤخراً وبعد أقل من شهر على انعقاد منتدى العلوم العالمي في الأردن، والذي تخلله تكريم جلالة الملك لعدد من العلماء، عاد بعضهم وظهر ضمن قائمة تصنيف عالمية للعلماء الأكثر تأثيراً في العالم، إذ حاز ثلاثة اردنيين على مواقع ريادية في قائمة العلماء الأكثر تأثيراً ، وهم الدكتور شاهر المومني من الجامعة الاردنية، والدكتور زيد عضيبات من جامعة البلقاء التطبيقية، والدكتور وصفي شطناوي من الجامعة الهاشمية.
المنافسة لهؤلاء الزملاء كانت ضمن قائمة ضمت 3300 عالم في مختلف التخصصات من بينهم ستة علماء عرب، ثلاثة من الأردن، وواحد من مصر واثنان من الجزائر. واحتلت أمريكا وبريطانيا المركزين الأول والثاني وحلت الصين بالمركز الثالث .
هؤلاء العلماء هم قادة المعرفة الدولية العابرة، ومع ذلك يجب أن يفرغوا للبحث، ويمنحوا الامتيازات اللائقة بهم. وأن يكون هناك مشاريع بحثية وطنية مرتبطة بهم، وهؤلاء هم الذين يجب أن يكونوا أعضاء في مجلس صندوق البحث العلمي، وأي جهة بحثية، وهؤلاء يجب أن لا يخضعوا لاكراهات الرؤساء في الجامعات ومجالس الأمناء.
هؤلاء الأساتذة جاءوا من قرى، ومن جامعات حكومية، تلقوا تعليماً شبيها بغالبية الأردنيين، ليس فيهم واحد ابن رئيس حكومة أو وزير، وأظن ليس فيهم من ابتعث للخارج ليدرس البكالوريوس، أو لكي يحصل على منحة تفضيلية عن سواه، ومثلهم مئات من الشباب والباحثين، وهؤلاء لم يتولوا رئاسة جامعة، أو حتى منصب نائب رئيس، بالكثير حصل بعضهم على موقع عمادة، ولا هم أعضاء مجالس أمناء ولا رؤساء مجالس أمناء، ولا هم أعضاء لجان عطاءات. هؤلاء ما الضير أن يكونوا هم رؤساء مجالس الأمناء وليس الذين يعينون لأقدمية السن والوجاهة والمناصب السابقة التي تنتمي للتاريخ وليس لديهم الكثير من البحوث على محركات البحث العالمي ولا على مؤشرات الاقتباس.
هؤلاء أبناء فلاحين وقرى، أتوا بكل غضب القرى للمدن، لديهم حلم بأن ترعاهم الدولة، وحصلوا على مقعد جامعي في الأردنية أو اليرموك، خضعوا للجوع، والبرد وشح المال والمصروف، ومع ذلك تقدموا، وأبدعوا دون روافع المال والجاه والمحاصصة. شكراً لهم أنهم أكرموا ب لدهم بانجازهم، ولم يأخذوا من بلدهم كما اخذ كثيرون واغرقوا مؤسساتهم بالخراب.