عاكف الجلاد
يتبجح البعض بان الثورة على الاتراك كانت خطأ وكان يجب ان لا تتم ، لنستعرض وإياكم بعض الحقائق والوقائع والتواريخ ثم نحكم .
عندما ثار العرب على الأتراك كانت الخلافة الإسلامية العثمانية فعلياً قد سقطت منذ سبع سنوات ، ووقعت تحت حكم الإتحاديين الأتراك ، ففي عام 1908 كان إنقلاب الضباط الأتراك الإتحاديين على الخلافة الإسلامية ، وفي عام 1909 تنازل السلطان عبدالحميد الثاني لهم عن الخلافة بالقوة .
أرادها الأتراك الإتحاديين دولة تركية ، وليس خلافة إسلامية ، حيث برزت سياسة التتريك ( تركشة الإمبراطورية ) ، واستهدفوا العرب بالاضطهاد والعنصرية والاحتقار ، فعملوا على محو الإسلام ، وعزل العرب من جميع المناصب ، ونزعوا أسماء الصحابة عن المساجد لأنهم عرب ، وتم إعتماد اللغة التركية كلغة رسمية في القضاء والإدارة ، وإلغاء اللغة العربية ، وقد حاول بعض الزعماء والضباط العرب اواخر 1909 التوجه للاستانة وحل الاشكال الا انه تم إهانتهم من قبل الاتحاديين مما قضى على آمال المصالحة بين الاتراك والعرب .
إعتبر الأتراك أن لهم الحق وحدهم في تقلد المناصب السياسية والإدارية ، ومنع ذلك على العرب ، وإعتبروا جميع الولايات العربية ، وخيراتها ، وأهلها ، ممتلكات خاصة بهم ولهم ، وعملوا على مصادرة الأملاك والأراضي والأرزاق لصالحهم .
قام العرب بسلسلة من الثورات على الأتراك عام 1910 إحتجاجاً على سياساتهم القمعية ، مثل ثورة الكرك في الاردن ، وثورة جبل العرب في سوريا.
قيام الأتراك بالتنكيل بالعرب ، وإتباع سياسة التجهيل والتخلف حضارياً وأدبياً وثقافياً ، والقيام بإعدامات ظالمة وكثيرة ، خاصة للمفكرين والمناضلين العرب ، وكانت الشرارة بعد الاعدامات لعدد كبير من الأحرار العرب على يد الحاكم العسكري التركي لبلاد الشام جمال باشا السفاح عام 1916 .
قيام الأتراك بدخول الحرب العالمية الاولى عام 1914 الى جانب ألمانيا ، والعمل على التجنيد الإجباري للشباب العرب ، وارسالهم الى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وموت الكثير منهم هناك ، وبعد هزيمة المانيا في الحرب خسرت تركيا جميع ولاياتها في آسيا وأوروبا وإفريقيا ، وإنحصر حكمها في تركيا فقط ، وأصبح العالم الإسلامي بأكمله تقريباً محتلاً من قبل القوات الأجنبية، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل ، لا أثناء الحروب الصليبية، ولا الغزو المغولي .
قيام الأتراك بعد يوم واحد من خطاب الشريف الحسين في مكة المكرمة ، بإطلاق المدفعية على الكعبة المشرفة ، فوقعت أولى القذائف فوق الحجر الأسود ، والثانية تسببت في التهام النار لأستار الكعبة ، وسقطت الثالثة على مقام سيدنا ابراهيم .
في عام 1916 قامت الثورة العربية الكبرى ..
أي أن الثورة العربية قامت بعد إنتهاء الخلافة الاسلامية بـ 7 سنوات ، وإستبداد الأتراك الإتحاديين الطورانيين بالحكم .
ثم ان الثورة العربية الكبرى لم تكن عملاً فردياً انما كانت عملاً جماعياً للقوميين العرب الشرفاء من سوريا ولبنان ومصر والأردن والعراق وفلسطين والحجاز وبقية انحاء العالم العربي .
وبعد كل هذا وتلك الأحداث ، فهل يجوز الترحم على الحكم التركي الطوراني المتعصب (وليس العثماني الإسلامي)؟، وهل يلام العرب أن يثوروا من أجل حريتهم ؟.
أستغرب كثيراً ممن يرى هذه التواريخ ، ويعرف هذه الحقائق والأحداث والوقائع ، ويكابر ولا يقتنع بالحقيقة .