مدار الساعة -كتب : د.آمال جبور
لعل الاوراق التي استعرضها عددا من المفكرين العرب خلال ملتقى" الدولة المدنية "في عمان مؤخرا، يسوق بنا الى اهمية تنوير شبابنا في وقت مبكر، حول ارتباط الدولة المدنية بثقافة الاخر ودينه ومعتقده .
وتبدو الاوضاع السياسية والثقافية والمعرفية والاجتماعية التي عصفت بالمنطقة في الآونة الاخيرة، توحي بجهل اطراف متعددة لماهية الاديان السماوية منها والوضعية، والحاضنة لواقع شبابنا المعاش والافتراضي على حد سواه.
وتترسخ لدى العامة بأن الأسباب التي أدت الى حالة الانقسام الطائفي والمذهبي في المنطقة العربية هو جهل الأطراف المختلفة بمذهب أو دين الطرف الاخر، مما ادى ان يستقي الشباب على الخصوص معلوماتهم عن الاخر، من كتب قديمة، أو كتب منحازة، أو متعصبة لصورة الآخر ودينه ومذهبه.
والى من يهمه الأمر : يحتاج شبابنا لقاعدة فكرية تنويرية تستند الى منهاج محدث يبني عليه جيل ايجابي يتفاعل مع الآخر دون تعصب او كراهية ويحمل فكراً ناقداً متجدداً مستوعباً للنسيج الاجتماعي المتنوع الذي يكونه عالمه الصغير منافساً لأحلامه وطموحاته هذا العالم الذي يحمل هويته التداولية الكونية شئنا أم ابينا.