مدار الساعة – كتب: جميل الشبول
لو كنت رئيسا للحكومة لذهبت في جولة استكشافية غير تسويقية وزرت الاسواق في الصويفية وجبل الحسين والوحدات والهاشمي وطبربور ولا داعي للذهاب الى معان والكرك ولا نريد من دولته ان يشتري شيئا بل ليرى كم عدد المحال التجارية المقفلة او التي برسم البيع وبداعي السفر وهي في الحقيقة بداعي الطفر.
نريد من دولته ان يزور مخافر الشرطة ويستمع للقضايا التي يتعامل معها افراد الامن العام ويتناول تقريرا بعدد السجناء واسباب سجنهم وان يعرج على المحتجزين في المراكز الامنية ويستمع منهم مباشرة بعد ابعاد افراد الحراسة .
نريد من دولته ان يزور القضاة في المحاكم ويسألهم عن انواع الجرائم التي يتعاملون معها وعن الاسباب التي ادت بالمجتمع الكريم المتسامح الذي اتسع صدره لـ 83 جنسية تعيش على ارضه ان يصبح مجتمع كراهية وجرائم لم تخطرببال احد.
هذه الجولة لاتكلف دولته اكثر من 48 ساعة فقط واعتقد انه يستطيع ان يجمع معلومات كافية عن حجم الكارثة التي يمر بها المواطن الاردني وكم تالمت وانا استمع لصديق تاجر وصانع كان ميسورا و توقف عمله واقسم انه جمع فراطة من البيت ليشتري خبز ذلك اليوم.
القصص كثيرة ومؤلمة ومفزعة واجهزة استقبال الدولة معطلة الا جهاز واحد يتصل مع صندوق النقد الدولي الذي تطربه صيحات جوع اطفالنا وعليك التنفيذ بلا رحمة او ضمير .
لا نقول ذلك من باب استدرار الشفقة على المواطن لكننا نؤشر الى سيل عرم جارف قادم لامحالة يبدأ بنقطة ماء واحدة ونقول لمن يهمه الامر ولمن اسدي اليه الامر ان الاولوية سلامة الوطن ولا سلامة لوطن بمواطن يائس بائس .
الاردن الان بحاجة الى الرجال ولا يحتاج الى 70 مليون دينار ثمن طعام من لا طعام له(الخبز) ولن يرضى عنكم صندوق النقد الدولي ان جوعتم الناس لكنه سيسقط تحت ارادة الشعوب.