مدار الساعة - عبدالحافظ الهروط - من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة الى وزارة الشباب الى ادارة المخدرات يواصل سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد تحركاته، هاجسه فيها تحصين الشباب كونهم الحاضنة التي يستغلها أعداؤهم لترويج بضاعتهم الشريرة.
قد تكون هذه المقدمة القصيرة خلاصة مخاطبة وتحركات سموه لهذا القطاع في العالم ومنه الأردن، ولكن من قال ان الخطابات والتحركات التي توجهها وتقودها مختلف الشخصيات العالمية والجهات في العالم، كفيلة باستئصال السرطان الذي اما ان يكون تضليلاً للفكر الشبابي كما هو الارهاب او يكون بتعاطي المخدرات التي تجعلهم جثثاً هامدة وقنابل موقوتة في دولهم والدول المستهدفة خارجياً؟
وكشاب اردني ينهل من معين عروبته ودينه الاسلامي الحنيف، فإن الأمير الحسين يضع نفسه مع أبناء جيله في الاردن وفي العالم بموقف المناشد للقادة ولمؤسسات الدول ان يأخذوا بيد الشباب، قولاً وفعلاً، لأن "الأشرار" وقد صاروا عابري حدود لا يفرقون بين جنس ولون ودين او هوية، ذلك ان زعزعة الأمن والسلم العالميين هدفهم، وما انتشار المخدرات وظهور الارهاب في كل البلدان الا دليل واضح على ان قوى الشر ما تزال خارج نطاق الحصار.
واما بموقف المواجه فقد خاطب سمو ولي العهد، الشهر الماضي، العالم بمن فيه الشباب بلغة واضحة وصريحة عندما القى كلمة الأردن في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة معبراً عن تطلعات وطموحات أبناء جيله كما اتيحت فرصة لسموه قبل عامين وهويترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي لتبني أول قرار أممي حول الشباب فكان الاجماع على القرار التاريخي رقم 2250 "الشباب والسلم والأمن"، والذي يهدف إلى تمكينهم من المشاركة في بناء السلام وحل النزاعات.
والسؤال الذي يمكن فرده امام العالم: الى أي درجة وصل الشباب من تمكين ومشاركة في عملية البناء، بعد مرور نحو ثلاثة اعوام على خطاب سموه في تبني القرار؟
صحيح ان العالم يواجه مخاطر لم تهدأ، قوامها الارهاب والمخدرات الا ان الشباب العربي والاسلامي أكثر ضحاياها، ومن هنا يحرص سمو ولي العهد على مواصلة لقاءاته وزياراته للمؤسسات الوطنية فقد كان قبل ايام قصيرة يزور وزارة الشباب ويبحث مع المسؤولين فيها ما يخص الاستراتيجية الوطنية للشباب التي تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين نسختها الأولى عام 2005 ولم يلمس الشباب الاردني منذ ذلك الحين استراتيجية أكثر من حبر سال واندلق على الورق.
بحكم التجربة الشبابية نقول إن الاستراتيجيات من هذا النوع تتطلب مشاركة خبراء ومختصين واعلاميين في العمل الشبابي والأهم مشاركة الفئات المستهدفة باعتبار الشباب انفسهم محور هذه الاستراتيجيات وتلك، وما ظهر منها على ارض الواقع وما بطن في الادراج، فهل وفرّنا هؤلاء وما هي أدواتهم؟
وختاماً، لعل أكثر ما نتوقف عنده في الحديث عن الشباب، هو ما تساءل به سمو الأمير الحسين في خطابه الأخير "فما زالت هناك أسئلة مهمة تشغل بال الأردنيين، خاصة الشباب وبالتالي، فإن الرسالة الموجهة إلى شباب الأردن ومنطقتنا واضحة: ليس هناك نقص في الأموال لمحاربة الشر، ولكن الرغبة في مكافأة الفضيلة تكاد تكون غائبة، وهكذا، تغرق أصوات الذين يدافعون ويبنون في ضوضاء من يعتدون ويدّمرون..