أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

رسالة إلى خالد هجهوج المجالي في الذكرى 44 لحرب تشرين

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

السلام عليك أبا سرحان، فهذا صباح تشريني يتسرب البرد إلى الضلوع ويهز شجر الزيتون، ويحمل معه الشوق إلى القرى المنسية، ويستفز الذاكرة على الوطن والعسكر والدم والبارود ، ونفتح معك دفتر البطولات التي كنت يومها تصنعها وأنت تقود دبابات اللواء المدرع الأربعين (لواء الله) ، وتعبر به دروب الشمال ومروج حوران، وتقرأ مع عسكرك "والضحى والليل إذا سجى ، ما ودعك ربك وما قلى".

تمر بنا ذكرى حرب تشرين، يذكروك الآن بخجل ، وقد حذفوا بطولات جيشنا من المناهج، ولو إستطاعوا لإستبدلوا بنادقنا بالعصي ، وجعلوا الرصاص لصيد الحباري ، لكننا يابن بلدي وابن دمي نحن من يذكرك ونطرز إسمك على الشجر والغيم وعلى قلوب العسكر ، فأنت من جيل زرعوا الدفلى بقلوب العدو ، وكان يقف شعر رؤوسهم كلما مروا بإسمك يا "ثعلب الدروع " ، فقد أدرت المعركة من ظهر دبابتك ، وكتائبك تقاتل في "نوى " و "تل الحارة " و" تل مسحرة " و " الشيخ مسكين" ، وكنت بينهم في لحظات الإشتباك ، وعندما تلاحم الفولاذ والرصاص واللحم والدم كنت توجهم نحو المزيد من القتال .

ما زال الناس يذكرون الملك الحسين وهو يودع قواتك وهم يعبرون الحدود الشمالية من نقطة درعا السورية ، والصبايا يصهلن بالزغاريد والتروايد :"

قطعت أنا حدود سورية

وأنا على الولف دوارة

يا حارس الشيك وإفتح لي

ومن الكرك جيت زوارة" ..

ويذكرونك مع الحسين أيضا وهو يجلس على تراب أرض الجولان في ظل دبابة ، وحوله رجاله : الشريف زيد بن شاكر وعطاالله غاصب وأنت معهم ، ويكتب رسالة من الجبهة إلى الرئيس حافظ الأسد .

مدار الساعة ـ