اعتقد ان العالم كل فترة واخرى يمر بمرحلة تغيرات، اقليمية وجيوسياسية وديمغرافية، ولو عدنا 2000 عام للوراء لوجدنا هذه التغيرات قد حدثت على كافة بقاع الارض.
لقد هيمن الغرب على الساحة الدولية، وفي منطقتنا العربية التي لم تستقر منذ اكثر من 500 عام هناك تدخلات عدة بها وخاصة اخر 100 مائة عام.
نرى اليوم اقليم كتالونيا الذي يقع شمال شرق اسبانيا، ويبلغ عدد سكانه حوالي 7 ملايين نسمة، يحاول الانفصال عن اسبانيا بعد ان أجرى استفتاء قبل حوالي خمسة اعوام جاءت نتيجته 80% من الاصوات التي ادلى بها مع الانفصال، اليوم تتجدد المحاولة وبشكل جدي للانفصال وحسب دستور اسبانيا يمنع ذلك ولكن، دوليا لا يوجد ما يمنع من حق تقرير المصير لفئة ومجموعه معينة ، خاصة وان سكانها يشتركون بلغة واحدة تختلف عن الاسبانية و التاريخ المشترك والثقافة، واسبابهم انهم قادرون على ادارة ذاتهم بالاضافة الى انهم سوف يتقدمون اقتصاديا من المدخول السياحي خاصة ، والانتاج الزراعي والصناعة.
واعتقد ايضا ان اقليم الباسك الاسباني ايضا يتحرك بهذا الاتجاه ولكن ينتظر نتائج كتالونيا ، والتي سوف تحصل على هذا الانفصال اذ لم يكن قريبا، الا انه سوف يحدث ، والذي يصارع من اجله هذا الاقليم منذ عقود.
اما اذا تعمقنا باوروبا اعتقد ان رياح الانفصالات سوف تصيب بلجيكا وخاصة بسبب اختلاف اللغة فيها و بسبب عدم الاستقرار السياسي الداخلي.
اما اذا توجهنا الى سويسرا الدولة المحمية عالميا ، والتي تتشكل من اربعة اقاليم، والتي يختص كل اقليم بلغة وهي (الفرنسية ،الالمانية ،الايطالية ،الرومانشية) نعم نظام الكانتونات الذي نجح فقط في سويسرا بالعالم اجمع الا ان طبيعة التغيير سوف تهب رياحه عليها ولو بعد حين.
ولو ذهبنا غربا اكثر لوجدنا ان كاليفورنيا الولاية الامريكية التي تقع غربا ترمي ورقة الانفصال عن الولايات المتحدة الامريكية كل فترة ، علما انها 7 سابع قوة اقتصادية عالمية ، اقوى من دول وهذا ما يساعدها بذلك ، الا ان الامر دستوريا في امريكا صعب حيث يجب ان تكون نسبة الاصوات 75% من عدد السكان و ايضا من عدد الولايات ، ان العالم تغير بعد عولمته التي اصبحت تتحكم بمصير شعوبه ودوله وقاراته ،والسوال الاهم اليوم هل تنجح كتالونيا وكردستان بالانفصال ؟!