مدار الساعة – خُلق الانسان ضعيفاً ، فكيف الحال وقد بلغ من العمر عتياً وخارقت، وصار عبئاً على نفسه قبل غيره؟
هل جارت الأيام على الذين بلغوا السبعين او الثمانين ومن تزيد اعمارهم على هذه السنين؟ ام ان ابناءهم الذين خرجوا من أصلابهم وترعرعوا في كنف آبائهم قد تخلّوا عنهم والقوا بهم الى الشوارع والنزل؟
ربما لأنهم لم يخلّفوا ذرية لهم او ان الله اخذ منهم ما اعطاهم من بنين وبنات، فعاشوا فرادا ؟
نحن نتحدث عن فئة المسنين الذين لا وليّ لهم الا الله سبحانه وتعالى، ثم الدولة التي ولدوا فيها وعاشوا، ولم يجدوا الا مأوى دشنته لهم الى ان يغادروا دنياهم .
في مناسبة اليوم العالمي للمسنين، تحتفل الدول المتحضرة بتكريم هذه الفئة بزيارات يقوم بها المسؤولون ليقدموا لهم الهدايا الرمزية ويتحدثوا معهم بعبارات الود واللطف والمحبة بهدف رسم البسمة على محياهم وغرس الطمأنينة في نفوسهم واشعارهم بالرعاية والحنو لأنهم فقدوا كل شيء يسعدهم ويشد من أزرهم.
وفي الدول المتحضرة فإن مؤسسات الرعاية الاجتماعية تقوم منذ ان يبلغ الرجل او المرأة سن التقاعد او لعدم القدرة على العيش لسبب ما على الرعاية الصحية والمالية واعداد برامج ترويحية وزيارات للأماكن التي يرغب بها المسن والمسنة اضافة الى توفير السكن الكريم بحيث لا يكون عالة على المجتمع.
في الاردن،يلقى المسنون الذين لم يجدوا من يأخذ بأيديهم رعاية كريمة حيث قررت الحكومة منذ عقود استحداث وزارة التنمية الاجتماعية لتتولى هذه المهمة الى جانب مهامات تقوم على المساعدة في تقديم الخدمة وصرف رواتب ضمن اسس اعدت لهذه الغاية .
هذه الوزارة وما يتبعها من جهات تختص بالمساعدة وانشاء المنازل او استئجار دور خاصة بالمسنين تواصل عملها الخيري والانساني على مدى السنين باعتبار هذه الفئة كان لها خدمات جليلة سواء على مستوى الأسر او المجتمع قبل ان يأخذ بهم الزمن الى من يقدّم لهم الخدمة والرعاية في منازل ودور غير منازلهم ودورهم.
ان ما تقدمه الوزارة ما هو الا تقدير لفئة حث على رعايتها ديننا الحنيف وان خدمة الكبار من هؤلاء انما تنبثق من عاداتنا الأصيلة في الاحترام وخفض جناح اللطف والمودة لهم، قبل ان تكون لتشريعات ناظمة او حقوقاً لهم، ذلك ان الاردن بمؤسساته وناسه عرُف ببلد التآخي والتواد ومساعدة العاجز والتكفل برعاية مثل هؤلاء الأشخاص الذين لا حول ولا قوة لهم الا رحمة الله تعالى ومن سخّر لهم من أياد بيضاء.