انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

سيدتي صاحبة الجلالة

مدار الساعة,مقالات,الملكة رانيا,الملكة رانيا العبدالله
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/06 الساعة 17:56
حجم الخط

* ياسمين مهيار

قبل ان اكتب هذه الكلمات البسيطة العفوية ترددت كثيراً ولكنني سعيدة الآن وانا اكتب..

هذه الرسالة العفوية جداً سيقرأها الكثير وسيتداولها القرّاء والاصدقاء وغيرهم، سيحللونها وبعضهم سيتمعنّها جيداً,, فأما انا فلا اريدهم سوى ان يقرأوها في قلوبهم وليس عقولهم وان تصلك حيث ما تشاء ان تصل ولو بعد حين!!

يا ام الحسين ربما لا تتذكرين ولكنني لازلت احفظ تفاصيل اللقاء الأخير جيداً،

دعيني اذكّرك

في عام ٢٠٠٦ كنت طفلةٌ صغيرة على مقاعد الدّراسة كنت دؤوبةً على متابعة اي شيء يتعلّق بتفاصيلك، اخبارك، صورك وانجازاتك.

آنذاك لم اكن امتلك سوى بعض المجلّات كي الاحق صورك واغرق في شغفك للعطاء واتعمّق ابداعك في ان تكوني ظل المرأة وسندها في ان تتمكن من تحقيق ذاتها في المجتمع..

كانت انظاري تطاردك على شاشة التلفاز كي اسرق بعض التفاصيل منك في المشي والإبتسامة وغيرها الكثير..

حينها شدّني الشغف كي اقابلك فقررت ان ابعث الى مكتب جلالة الملكة رانيا برسالة علّها تصل وتقرأها ويتحقق ذلك الحلم الطفولي البريء

حلمٌ يا سيدتي نعم!

رتبّت الكلمات وسطّرتها على ورقةٌ بيضاء بنقاء طفولتي وارسلتها عبر البريد.

وانا لازلت احلم في تلك اللحظات ولم ادرك للحظةٌ انه لربما يحدث فعلاً والقاكِ..

اقل من عشرة ايام يا سيدتي تفاجأت بمكالمةٍ من مديرة مكتبك آنذاك تخبرني بأنه بإستطاعتي مقابلتك وان جلالتك قرأتِ الرسالة بنفسك وان اللقاء سيكون الأسبوع القادم.

مازلت اذكر تفاصيل المكالمة حينها اخبرتني بأن اكون طبيعية وبعيدةً عن كل الإنفعالات حين اراكِ،و اذكر بأنها طلبت مني بأن لا اكون اندفاعية وان لا اعنانقك بلهفة..

كنت لا اعرف بالـ"بروتوكولات" ولكنني استوعبت كلماتها جيداً، وابتسمت في قلبي

ايام ما قبل اللقاء!!

لم يتسنَ لي ان احضّر كلمات ولكنني اذكر بأنه لم يكن بإستطاعتي النوم حينها.

هناك كلمةٌ بسيطة اردت ان اهمسها بأذنك وامضي

ربما من اجلها كان اللقاء يا سيدتي

في قصر الثقافةة في قاعة الانتظار في الساعة الحادية عشرة ظهراً كنت انتظرك، كنتِ جلالتك في زيارةٍ رسمية لا اذكر تفاصيلها ولكنني اذكر انه تم تحديد مكان اللقاء هناك. حينها اتى احدى افراد الحرس الشخصي وقال لي "جلالة الملكة في طريقها الى القصر عليك يا ياسمين ان تجلسي هنا وتنتظري حين تنتهي جلالتها من الاجتماع بعدها ستأتي هنا وتتحدث اليك لبضعة دقائق فقط ليس اكثر، جلالة الملكة وقتها جدّاً ضيّق وان كان لديك اي مطلب ارجو اخبارنا اياه وسيتم اعلام سيدّتي به"

اذكر ان الصمت ملكني حينها وقلت له لا اريد سوى ان اقول لها كلمةٍ واحِدة وان اسلّم عليها ولا يوجد اي مطلب غير ذلك، وفعلياً هذا هو مطلبي..

اتت مديرة مكتب جلالتكم، اذكر بأنها كانت فتاة وسيمة وكانت تشبهك يا سيدتي..

مازحتني وقالت "مبسوطة ياسمين" اذكر بأنني كنت تواصلت معها في اسبوع ما قبل اللقاء وكانت في كل مكالمة تحتمل اسئلتي الطفولية البريئة عنك وتجيبني بكل سرور.

كان الحرس في قمة اللطف حين كنت التف حولهم لأتابع لحظة وصولك للمكان.

وصلت جلالة الملكة، اندفع الحرس حولها باتجاه قاعة الاجتماعات وبقيت انتظر خارجاً..

مرّ الوقت مسرعاً يا سيدتي، بعدها خرجتِ من القاعة تتحدثين للحرس، ربما اخبروك بأنني انتظر فقلت لهم اين "ياسمين"..

سرعان ما سمعت اسمي لأنطلق نحوك بهدوء لأسلم عليك، حينها سألتيني كم عمرك يا ياسمين فأجبتك، فقلتِ لي ماذا ستدرسين حين تتخرجين من المدرسة فأجبتك، صمتُ قليلاً وقلت لك..

" جلالة الملكة اريد ان اصبح مثلك يوماً ما امرأة ناجحة"

ابتسمتِ يا سيدتي ابتسامتك الهادئه الجميله ووضعت كفك على ظهري وقلت لي ستكونين يوماً ما ناجحة ان شاء الله..

انتهى اللقاء بأقل من خمس دقائق ولكن حينها بدأ الشغف ورحلة الحياه والتحديات الجميلة فسرعان ما مرّت السنين حيث تخرجت من المدرسة والتحقت في الجامعة الاردنية يا سيدتي لأدرس العلوم السياسية وبعدها تخرّجت لألتحق في سوق العمل حيث حافظت على حلمي بان اكون ناشطة في العمل المجتمعي وان اكون ابنة الوطن وشابةً بين الشباب تحمل شغفها في قلبها ففي خطواتي كنت اتذكرك دوماً وكنت ولازلت اتابعك كما اعتدت منذ الطفولة فانت مؤمنة ايماناً عميق في الشباب

ومدركة مدى عطائهم وصدى صوتهم في الوطن..

بدأت ابحث عن العمل وفي اوّل مقابلة عمل دخلت للقاعه واذ ب سيّدة تجلس تقلّب بالأوراق لتحاورني..

بدأت في سرد الاسئلة علي وانا اجيبها واتبّع ملامح وجهها علّني اتذكرها،فكل تركيزي اصبح ان اعرفها لدرجة انني لم اكن عند حسن ظن نفسي بي في تلك المقابلة ولم ابل بلاءً حسناً كما كنت اخطط فأنا منشغلة في ان اتذكرها وعلى يقين بأنني كنت قد تحدثت اليها من قبل وقابلتها ايضاً، لازلت اذكر صوتها حتى !!!

جلالة الملكة تلك السيدة تشبهك كثيراً!!!

دردشنا قليلاً وكانت المقابلة لطيفه وحين انهينا التفتت لانظر في تفاصيل المكتب وجدرانه فوجدت صورها مع جلالتك تملأ المكان فضولي سبقني فسألتها هل انت فلانة فعلا!! كانت قد عرّفتني باسمها ولكن سرعان ما ربطت الاحداث مع الاسم والصوّر لأقول لها كنت قد التقيت بك قبل تسعة سنوات انا الطفلة التي حلمت بلقاء جلالة الملكة وانت من كنت مديرة مكتبها آنذاك، ضحكت ولم تبتسم وقالت يا الله "لازلت اتذكرك انت كبرتي يا ياسمين "

ضحكت وقلت لها وانا اليوم هنا ولازلت اتذكر كل شيء

خرجت من المكان وفي قلبي اشياء جميلة ولازال الشغف سيّد الموقف..

هي حقاً صدفة يا سيدتي وبعدها اكملت المسير في رحلة البحث عن نفسي فأنا في اي مكان عملت فيه وفي اي مقابلة عمل دائما ابحث عن نفسي في المكان لأكون انا..

تابعت المسير في البحث عن العمل كنت اتقصّد دوماً بأن اتقدم للوظائف الشاغرة في المؤسسات التي تحمل اسمك في تفاصيلها "مؤسسات جلالة الملكة رانيا العبدالله" حيث الرؤية الثاقبه وروح الشباب

عملت في احداها وتعلمت الكثير هناك وبعد ان اشتد ساعدي قليلاً اندفعت نحو شغفي بأن اكون موظفة تعمل في مجال حقوق الانسان والمنظمات الانسانيه، هنا حيث اجد نفسي..

فكانت وجهتي مخيّم الازرق لأكون بين اللاجئين، استمتع بالعمل واقضي يومي المليء بالعطاء والشغف

لا زالت بصمات يدك على كتفي عالقه حين قلت لي ستنجحين يوما ما يا ياسمين يوماً ما،

لم اصبح تلك الفتاة العظيمة بعد ولكنني نجحت في ان اضع نفسي في المكان المناسب وان اكون حيث حلمي يكون..

سيدتي بعد مرور احدى عشر عاماً على اللقاء لا زلت اطمع واطمح في لقاء آخر يجمعني بك مجدداً ولكن تفاصيله تختلف قليلاً..

فأنا احلم الآن ان يتجدد اللقاء في ذلك المكان البسيط البعيد عن ضجّة الانجازات والكاميرات القريب من الانسانية والعطاء القريب من روحك النقية..

سيدتي كنتِ قد حققت لي حلماً يوماً ما وها هي رسالتي تحيي حلمي مجدداً بأن القاك قريباً واطلعك على ياسمين التي وثقت بها يوماً ما ودفعتيها نحو حلمها بأن تكون ما تريد ان تكون

سيدتي بعد مرور السنين لازلت اذكر بعضاً من الرسميات التي كتبت بها رسالتي الماضيه ولكنني التمس منك بأن تكون هذة الرسالة عفوية حيث انها مباشرة للقلب وحيث اسلوب ياسمين العفوي

بعد اللقاء الاخير ومرور السنين قرأت عن "البروتوكولات"

و احبيتها ولكن لازالت العفوية اجمل بكثير،

سأنتظرك وانا على يقين بأنك ستقرأين تلك الكلمات يا سيدتي

سلاماً عليك وعلى من يقرأ حلمي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/06 الساعة 17:56