أجزم أن الموت لما تقدم إليك قابلته بكل هيبة الفرسان، ورغم أن المرض أنهكك، لكنه لم ينل من شجاعتك قيد شعرة، فالرجال الذين أنت منهم، من العسكر الذين لا يخافون إلا الله، وعاهدوا الوطن مثل أجدادك من بني حسن على "المصحف والدم"، فما وهنت لهم عزيمة، وركبوا المنايا وأتعبوها ولم يتعبوا.
لم تخشَ الموت وكنت تنتظر قدومه، فالأبطال لا يخافون رجال الله، فمتى كان الموت بعيدا عن العسكر وجنود "القوات الخاصة"، وهم يجولون السماء والميادين وصحاري الوطن، وترافقوا مع الرصاص، وعند كل فجر يسبقون الشمس نحو السلاح ويحمون الثغور.
أسلمت الروح مقبلا وكنت تحاكي النفس بالشهادة، ولم تعرف الخوف يا "حنيش القوات الخاصة"، وكنت تتمنى أن تسمع زغاريد "العموشيات" لا بكائهن اليوم ، فبعض الرجال بحجم قبيلة، والأبطال لا بواكي لهم.
أوصيت رفاق السلاح بالوطن، و"بالبريه" العنابي، وبترابه وعلمه ، وقلت للموت أقبل فهذا ديدن المؤمنين الراضين بحكم الله ، وبقيت بصف الوطن مدافعا شرسا ، لم تتنكر له كالآخرين ، وودعت رفاقك وأحبتك بسيرة عطرة ورجل إنموذج في العسكرية وفي الحياة.
فالسلام عليك، وعلى صحبك، ومن سبقوك من رفاقك: محمد ماجد العيطان ، أحمد علاء الدين .. والسلام على رجال الجيش العربي الذين ما بدلوا تبديلا.