مدار الساعة - تمر اليوم الذكرى الـ 35 على المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل والمليشيات اللبنانية الانعزالية المناوئة لها في 16 ايلول / سبتمبر عام 1982، في مخيم "صبرا وشاتيلا" الذي أسّسته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عام 1949 بهدف إيواء مئات اللاجئين الفلسطينيين بعد عام 1948.
وهدفت المجزرة لبثّ الرعب في نفوس الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة خارج لبنان، استكمالًا للضربة التي وجّهها الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 للوجود الفلسطيني في لبنان.
وفيما يلي أبرز المعلومات عن مجزرة "صبرا وشاتيلا"، بحسب مواقع فلسطينية وعالمية:
- وقعت المجزرة في أثناء الاجتياح الإسرائيلي الثاني للبنان، وبعد 90 يومًا من حصار الاحتلال للعاصمة لبيروت.
- استمرت المجزرة ثلاثة أيام، بقيادة حزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي.
- بدأت المجزرة بتطويق الجيش الإسرائيلي بقيادة وزير الحرب آنذاك أرئيل شارون، ورافائيل ايتان، ثم مضت المليشيا اللبنانية الموالية لإسرائيل تُنفّذ المخطط مستخدمة الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم.
- كانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلًا بالقنابل المضيئة، ومنع هرب أي شخص وعزل المُخيّمين عن العالم، لتسهيل مهمة قتل الأبرياء الفلسطينيين دون خسارة رصاصة واحدة، وبوحشية لم يشهد العالم نظيرًا منذ مئات السنين.
- حاصر الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي المخيم بمئات المسلحين، بذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني، فدخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من 50 مسلح وقتلوا النساء والأطفال الذي تناثرت جثثهم بشوارع المخيم، وبعد ذلك دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل لإخفاء الجريمة.
- أطفال رُضّع وُجِدوا غرقى في دمائهم، حوامل بُقرت بُطونهن، ونساء اغتُصِبن قبل قتلهن، ورجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره على مدى 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المُخيّم مغطاة بنيران القنابل المضيئة.
- لم تسمح الآليات الإسرائيلية للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة، حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية.
- حتى اللحظة لم يُعرف الرقم الدقيق لضحايا المجزرة، وتتراوح التقديرات بين 700 إلى 5 آلاف شخص، من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العُزّل، أغلبيتهم من الفلسطينيين وبينهم لبنانيين أيضًا.
- في 1 نوفمبر 1982، أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهان، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت "لجنة كاهان".
- في 7 فبراير 1983، أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت تحميل وزير الدفاع الإسرائيلي أريئل شارون المسؤولية المباشرة عن المذبحة، بعد تجاهله إمكانية وقوعها، وتقاعسه عن منعها.
- انتقدت اللجنة رئيس وزراء الاحتلال مناحيم بيحن، ووزير خارجيته اسحق شامير، ورئيس أركان الجيش رفائيل ايتان وقادة المخابرات، موضحة أنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت.
- في 24 يناير عام 2002، قتل الوزير اللبناني السابق إيلي حبيقة- أبرز قيادات حزب الكتائب اللبناني المتهمة بتنفيذ المجزرة- في انفجار سيارة ملغومة في بيروت الشرقية. ورجح مراقبون وقتها أن اغتياله جاء بعد أن أبدى استعداده للإدلاء بشهادته أمام المحكمة الجنائية الدولية حول المجزرة، ورجّحوا أن تكون الاستخبارات الإسرائيلية من نفذ الاغتيال.
- فنانون كُثر في العالم العربي تأثّروا بالمجزرة وصنعوا أعمالًا فنية خاصة بها، من بينهم ناجي العلي، عبد الحي مسلم، ضياء العزاوي، سامي محمد، عدنان يحيى، إسماعيل شموط، ناس الغيوان. وفي عام 2008، صدر فيلم وثائقي تحريكي إسرائيلي كتبه وأخرجه آري فولمان باسم "فالس مع بشير"، يتحدث عن اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان ودور إسرائيل في المجزرة وتيسيرها. مصراوي