انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الأزمة الخليجية في عيدها الثاني.. كلام يجب أن يقال

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/01 الساعة 21:51
حجم الخط

مدار الساعة - كتب : عبدالحافظ الهروط - عيدان مرّا على الأزمة الخليجية، وهما مناسبتان عظيمتان لأمرين دينيين عظيمين، شهر رمضان المبارك وفريضة الحج، فأي مصلحة تدفع بالأشقاء وأبناء الدين الواحد واللغة الواحدة - حتى لا نقول اللهجة - والمنطقة الواحدة إلى الحصار أو المقاطعة؟!

أزمة الخليج الناشئة تجيء بعد أزمات دفع العرب كلّ العرب أكلافها فلم يخرج منها منتصرٌ واحدٌ، بل أن العرب جميعاً خرجوا مهزومين أمام من تربّص بهم وزرع الفتنة، والتاريخ العربي وحتى الإسلامي يقول بذلك والشواهد حاضرة..

هي حقيقة وليست لغة انشائية او مشاعر عاطفية، فالدم الذي لا يتحرك ولا يسري في عروق الامة، ماء فاسد، فما من قطيعة الا وجاء بعدها ندم متأخر، حيث لا ينفع الندم، والأمثلة كثيرة، عندما بدأت حرب لتلد حرباً اٌخرى.

حرب مصر في اليمن الأولى، ومقاطعة الدول العربية لمصر لذهاب الأخيرة الى الصلح مع اسرائيل، وحرب الخليج الثانية، والربيع العربي بكل اشكاله وماذا افرز من نتائج، وما يحدث الآن في ليبيا واليمن من دمار يلحق بالدمار الذي حدث في العراق وسورية، وما يحدث بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة، جميع هذه النزاعات والصراعات والخلافات خرج بها العرب جميعاً منهزمين، ودفعت الاوطان والشعوب بما فيها الدول التي لم تحترق فيها النيران ثمن هذه السياسات.. وحتى اللحظة لم تتعظ الأنظمة العربية؟!

يحتار المرء بما يحدث على ارض الخليج من اخبار وصور اخبارية تنقلها الفضائيات والاذاعات ووسائل الاعلام على اختلاف تنوعها، وهي في الحقيقة تؤلم النفس وتحبط العزيمة، ليقول : الى أين الأزمة ذاهبة؟

استمرار أزمة الخليج الناشئة سيضر بدول الحصار والدولة المحاصرة أو المقاطعة، فكلها مصطلحات لا يجوز ان تحدث بعد ان غرقت الأمة بأوطانها وشعوبها وثرواتها في وحل العداء.

ولكننا على يقين ومن خلال تجارب ماضية مريرة مرت بها الأمة بأنه لا بد من "عودة الوعي الى الروح والجسد" طال الزمان ام قصر، وكم من دولة عادت دولة شقيقة ثم اصبحتا متحالفتين ان لم نقل متوحدتين.

هذا المنطق الذي سيفرض نفسه شاءت الأنظمة ام شاءت الشعوب، أما ان تظل السياسات التي تدار بالعقلية العربية المسكونة بالتسلط أو الفوقية على مستوى الامة او الوطن والشعب نفسيهما وعلى وطن آخر، فهذه سياسة وعقلية لن تظل موجودة، ذلك ان حركة التاريخ تسير عكس حركة هذا التفكير العقيم، وخصوصاً ان الأنظمة العربية فاقدة لإدارة امورها بنفسها وان قوى عظمى هي التي تدير المنطقة وتقود السياسات بما لا يخدم مصالحنا كعرب، فعلى ماذا ولماذا تستمر الازمات؟

أما أردنياً، فما زلنا ندفع ثمن سياسات دول عربية، منذ احتلال فلسطين، مرورا بازمة الخليج الاولى واحتلال الكويت، وليس انتهاء بما يجري في سوريا والعراق واليمن الآن..

كانت السياسة الأردنية على الدوام تحذر من كل أزمة تقع دون أن يكون للصوت الأردني صدى يسمع في منطقة عربية غابت عنها لغة العقل، أو الدم والمصير والدين الواحد..

آن لعقلاء الأمة أن يكون لهم صوت ورأي فيما يجري، ولو حتى من باب كتابة التاريخ وتذكير الأجيال الحاضرة والقادمة بمن أخطأ بحق العروبة كلها.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/01 الساعة 21:51