مدار الساعة - يسعى مئات الشباب العجلوني للالتحاق بدورات تدريبية من شأنها أن تؤهلهم للعمل في المشاريع السياحية العاملة، أو يستطيعون من خلالها تأسيس مشاريعهم الخاصة في حال تحصلوا على الدعم من منح وقروض.
وفي ظل رواج المحافظة سياحيا، بات هذا التوجه قائما لدى العديد من الشباب والفتيات، وحتى من حملة الشهادات الجامعية المتعطلين عن العمل، متجاوزين ثقافة العيب، ومدفوعين بالتشبث بأي فرصة قد تنشلهم وأسرهم من معاناة البطالة والفقر.
في هذا الاتجاه، أعلنت مديرية سياحة عجلون، عن البدء بإجراء مقابلات للمتقدمين لغايات برامج تدريبية على المهن السياحية في محافظة عجلون.
ووفق مديرها السابق محمد الديك، فإن عدد المتقدمين للانتفاع من الدورات بلغ زهاء 300 ما بين ذكور وإناث.
وبين أن المقابلات تجري في معهد التدريب المهني، مبينا أن هذه هي الدورة الثانية من مشروع التدريب والتأهيل للباحثين عن العمل والعاملين في القطاع السياحي ومزودي الخدمات السياحية ومقدمي التجارب المحلية من أبناء المجتمعات المحلية (برنامج السيدات والبرنامج العام).
وأوضح أن البرامج المطروحة متعلقة بإنتاج وخدمة الطعام والشراب وإنتاج الخبائز والحلويات والتدبير الفندقي وخدمة الزبائن ومهارات الاتيكيت واللغة الإنجليزية في الضيافة ومساعد طاهي ونساج بسط وجداريات والتطريز التقليدي / شك الخرز والنقش على النحاس وتشكيل القش والخيزران وصنع الباريستا العصائر غير الكحولية والقهوة المتخصصة.
في المقابل، يؤكد ناشطون ومعنيون، أنه وفي ظل تزايد احتياجات سوق العمل لعدد من المهن المتخصصة، تبرز الحاجة إلى ضرورة استحداث برامج وتخصصات جديدة تتلاءم وتلك الاحتياجات، وعقد دورات تدريبية للشباب العجلوني، تتزامن مع توجيه الدعم، عبر المنح والقروض.
ويقول رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، إن هذا التحول وحاجاته، لم يكن غائبا عن عدة جهات معنية، كمديرية السياحة ومعهد التدريب المهني وكلية عجلون، إلا أن المطالب تؤكد على ضرورة تكثيفها وتعزيزها ليتسنى للكثيرين من الشباب الاستفادة منها، في ظل توقع أن تشهد المحافظة تطورا تنمويا مدفوعا بإنشاء مشاريع متنوعة تراعي خصوصية المحافظة السياحية.
ويقول الناشط المحامي جمال الخطاطبة إن نسبة البطالة الحقيقية في المحافظة أصبحت تتجاوز 40 % بين الإناث، و 28 % بين الشباب، ما يستدعي عمل دراسات حديثة لواقع المحافظة، وتوجيه الدعم لقطاع الشباب وتدريبهم، وتوجيههم للعمل والاستثمار في قطاع السياحة كمشغل أول.
ودعا إلى الارتقاء بالمحافظة لتصبح منطقة تنموية رائدة زراعيا وسياحيا وقادرة على تحقيق الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص وتوفير فرص العمل لأبنائها وتحسين مستوى معيشتهم.
يذكر أن تقريرا أعدته وزارة التخطيط قبل سنوات للمؤشرات الديموغرافية والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية في محافظة عجلون ومن أهمها الفقر والبطالة، أوضح أن نسبة الفقر وصلت إلى %25.6، وأن نسبة العاملين في القطاع العام من سكان المحافظة بلغ 53.4 %، ونسبة العاملين في قطاع السياحة 1.3 % وعدد المشتغلين 27257، بحيث بلغت نسبة المشتغلين الأردنيين، وعدد المؤسسات الاقتصادية العاملة 2086، مبينا أن نسبة التلمذة المهنية تبلغ 0.1 %، فيما يبلغ عدد زوار المواقع السياحية 278661 وعدد العاملين في المنشآت السياحية 39 عاملا.
وأقر التقرير حينها أن تلك المؤشرات، ومؤشرات في قطاعات أخرى، تشكل تحديات تنموية، خصوصا فيما يتعلق بارتفاع نسبة البطالة وانخفاض نسبة التلمذة المهنية وانخفاض مستويات الدخل والإنفاق وارتفاع حجم الأسرة.
وكانت "المناطق التنموية" أعلنت عن فرص استثمارية تزامن تشغيلها مع تشغيل التلفريك.
وبينت المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والتنموية، استحداث خمس فرص استثمارية في منطقة الصوان التنموية تلفريك عجلون، موضحة أن الفرص الاستثمارية شملت تأجير موقع مطعمين سياحيين، بمنطقة الصوان التنموية، وتأجير مقهى (كوفي شوب)، بمحطة الانطلاق، ومحلين تجاريين لغايات تجهيزهما وتشغيلهما.
وأكدت مديرية السياحة وجود زهاء 40 مشروعا سياحيا يعمل أصحابها على تجهيزها وترخيصها لتبدأ عملها في المستقبل القريب.
وتبين أن الفرص المتاحة تشمل إقامة مطاعم شعبية تقدم جلسات عربية على البسط ومأكولات شعبية محضرة بالطرق التقليدية بحيث تقوم سيدات من المجتمع المحلي بالطهي وخبز الشراك وخبز الطابون وتحضير الجبنة واللبنة مع تقديم الإمكانيات للسائح بإعداد وجبته بنفسه.
ومن بين الفرص الممكنة التي تنتظرها المحافظة، دعم أصحاب البيوت لتطوير بعض الغرف لاستخدامها كأماكن مبيت للسياح وإتاحة الفرصة لأبناء المجتمع المحلي لإقامة مشاريع سياحية واستراحات تقدم خدمات الطعام والشراب والمبيت وتوفير مطاعم للأكلات الشعبية ومطاعم سياحية.
في الوقت الراهن، يصل عدد العاملين في المنشآت السياحية نحو 152، موزعين بين منشآت فندقية ومكاتب السياحة والمطاعم السياحية ومتاجر التحف الشرقية.
ويدعو الناشط عمر فريحات إلى تكثيف الجهود وعقد الورش والدورات التدريبية لتأهيل الشباب والفتيات للوظائف في هذا القطاع، لا سيما وأن المحافظة بدأت خطواتها نحو التنمية السياحية، ما يستدعي توجيه الدعم الرسمي لتدريب وتأهيل الشباب على كيفية إنشاء مشاريع سياحية خاصة بهم، وإجادة المهن التي يتطلبها العمل في قطاع السياحة، لافتا إلى ضرورة أن تقوم الجهات المانحة والصناديق الإقراضية بالتركيز على دعم الشباب والفتيات في هذا المجال.
يشار إلى أن جامعة البلقاء التطبيقية تعتزم العام المقبل استحداث تخصصين جديدين هما إدارة الفنادق وفنون الطهي للدبلوم المتوسط وهي تخصصات جديدة تتلاءم واحتياجات سوق العمل.
وكان معهد التدريب المهني بمحافظة عجلون، عقد برنامجا تدريبيا في مجال القطاع السياحي لأبناء المجتمع المحلي والمهتمين، وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار.
ويؤكد مدير معهد التدريب المهني المهندس معتصم القضاة، أن البرنامج التدريبي السابق والحالي يأتي ضمن خطة وأهداف المؤسسة الرامية في تطوير آليات العمل والتركيز على المهن والقطاعات التي يحتاجها سوق العمل ومنها السياحة والفندقة وتوفير الفرص التدريبية الميدانية للمشاركين.
وأشار إلى أن البرنامج يشتمل على التدريب والتأهيل لمزودي الخدمات السياحية ومقدمي التجارب السياحية المحلية والتدبير الفندقي وإنتاج وخدمة الطعام والشراب والخبائز والحلويات والمعجنات وتحضير وصناعة القهوة، بالإضافة إلى رفع قدرات العاملين في المطاعم والفنادق والحرف اليدوية والشعبية والتقليدية.
في الأثناء، يتلقى عشرات الشباب ضمن فعاليات معسكر التدريب المهني والتأهيل لسوق العمل، الذي أعدته مديرية شباب المحافظة بالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني ضمن معسكرات الحسين للعمل والبناء 2023.
ويهدف المعسكر إلى تمكين المشاركين من الأدوات والمهارات اللازمة لدخول سوق العمل بكفاءة والتعرف على مسارات ومتطلبات العمل وتوجيه الشباب نحو التدريب المهني والفرص المتاحة في هذا المجال.
وتشتمل فعاليات المعسكر على تدريب المشاركين على تطبيقات عملية لأعمال الفندقة، ومحاضرات توعوية وتثقيفية حول الدخول لسوق العمل المهني والتقني وحاجة السوق للعمل والطلب.
الغد