اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

مخطط متكامل الأركان


أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق

مخطط متكامل الأركان

أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2023/08/07 الساعة 03:40
يستمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بالمحافظة على الائتلاف الحاكم مع اليمين المُتصهين للبقاء أطول فترة من الزمن في الحكم، خوفاً من قرارات المحاكم، وكي لا يحاكم ويدخل السجن كما سبق مع نظرائه، فقد مرر قانون السلطة القضائية وتقليص صلاحياتها واخضاعها للسلطة التنفيذية.
هذا الائتلاف الحاكم المتطرف يطلق يد المستوطنين للاستمرار في الاعتداء على القرى والمدن الفلسطينية لاعادة نمط العصابات وتعاملها عام 1948لدفع الفلسطينيين للهجرة من مدنهم وقراهم وترك الارض لصالح هؤلاء المستوطنين، الذين يسعون لقضم الاراضي وبناء المستوطنات ولاحاطة المدن الكبرى بسور من المستوطنات.
حيث استطاع الاستيطان ان يستولي على 60% من اراضي الضفة الغربية بالمستوطنات والطرق الدائرية، وكذلك توسيع اكبر المستوطنات معاليه ادوميم وتنفيذ مشروع E1 الذي يهدف الى فصل الضفة الغربية الى شطرين شمالي وجنوبي، وبالتالي خلق كانتونات فلسطينية محاصرة يجب عليها ان ترضخ للكيان الصهيوني، وتقبل بالهيمنة الاسرائيلية او بالبدائل وهي الاستمرار في القتل والترويع، او السجن او الدفع بهم خارج الاراضي الفلسطينية وبالتالي القضاء على مبدأ حل الدولتين والقضاء على الحلم الفلسطيني برمته، وتسعى للحفاظ على الانقسام الفلسطيني قائما بين كل الفصائل التي استفادت بعض قياداتها من استمرار هذا الانقسام.
وبينما مفاوضات المصالحة تجري في العلمين في مصر برزت على السطح الايدي الخفية في مخيم عين الحلوة في لبنان للتأكيد على استمرار الانقسام ودفن اي توجه للمصالحة، ويبقى التساؤل الأكبر: الارض تُسلب قطعة قطعة والاحتراب الفلسطيني يزداد ضراوة وأين المصلحة الوطنية العُليا؟
اما القدس، فالتهويد على قدم وساق وانتزاعها بيتاً بيتاً والتقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي الشريف يطبق على ارض الواقع وتُقام الصلوات التلمودية يومياً في ساحات الأقصى، ناهيك عن ازدياد اعداد المستوطنين في القدس وما حولها الى ما يزيد عن 250 ألف مستوطن وتنمرهم على السكان الاصليين والدفع بالتهجير بكل الأشكال لتفريغها وتحويلها لعاصمة اسرائيل الأبدية، وبالتالي تطبيق قانون الدولة اليهودية على كامل مساحة فلسطين التاريخية، والانتهاء من مقولة حل الدولتين نهائياً، وتفويت الفرصة على اي عملية سلام في المستقبل.
ان اسرائيل تسعى إلى اختراق الامة العربية بسياسات التطبيع الاقتصادي التي وردت في صفقة القرن والتي تطبق على الأرض تدريجياً.
إن المخطط الصهيوني مدروس تماماً وينفذ تدريجياً وبدعم من القوى العظمى سياسياً وعسكرياً ومالياً عبر 75 عاماً مررت المخططات شيئاً فشيئاً الى ان وصلنا الى هذه الحال التي لا تبعث على الاطمئنان او الارتياح في قادم الأيام، وينطبق على هذه الحال مبدأ القوة هي الحق، امام تمزق عربي، وانتهاء مفهوم الأمن القومي الذي بدأ انهياره مع احتلال العراق للكويت عام 1990 وتعمّق القضاء عليه مع احداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
فعبر العقود الأخيرة سعت اسرائيل والقوى العظمى لتفتيت الوطن العربي وتهميشه بالغاء اي شكل من التقارب او التعاون وهذا بحد ذاته من اهداف المخطط المرسوم للمنطقة.
وعوداً على بدء فالدولة اليهودية تتحول تدريجياً الى دولة دينية عنصرية حيث ان 74% من المجتمع الاسرائيلي تحول الى اليمين المتطرف الذي لا يقبل لأحد أن يشاركه العيش.. هذا جزء من المعادلة والقادم اعظم في تطبيق هذا المخطط المتكامل الاركان في فلسطين والمنطقة العربية برمتها.
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2023/08/07 الساعة 03:40