وأعلنت الوزارة عن إصابة 100 جريح بينهم 20 في حالة الخطر، في وقت دفعت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء، بمزيد من تعزيزاتها العسكرية لمدينة جنين ومخيمها وسط اندلاع مواجهات.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينة "وفا"، أن قوات الاحتلال قامت بحشد تعزيزات عسكرية بعشرات الآليات العسكرية لمدينة جنين ومخيمها، وذلك عبر شارعي جنين – الناصرة، وجنين - حيفا.
وأضافت، أن المواجهات لا تزال مستمرة في جنين ومخيمها بين الشبان وقوات الاحتلال وسط تحليق مكثف لطائرات الاحتلال المروحية وطائرات الرصد والتي لم تفارق سماء المحافظة.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي العملية الواسعة التي أعلن عنها في وقت مبكر الاثنين، بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين، وتخلّلها قصف بالطيران المروحي للمرة الأولى منذ سنوات.
وبيّنت هويات ثمانية شهداء في مخيّم جنين أنّ ثلاثة منهم لا تتعدّى أعمارهم 17 عاماً، والبقية ما بين 18 و23 عاماً، من ضمنهم شهيد في مدينة البيرة أصيب خلال تظاهرة تضامناً مع جنين.
وأجلي مئات الفلسطينيين من سكان مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة إلى أماكن آمنة، بسبب مواصلة طائرات تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها على المخيم.
وأجلى الهلال الأحمر الفلسطيني قرابة 500 عائلة فلسطينية من سكان مخيم جنين في عملية مستمرة جاءت بعد تهديد قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المخيم بالكامل، وفق مسؤول إسعاف وطوارئ فلسطيني.
وقال أحمد جبريل العامل في جميعة الهلال الأحمر الفلسطيني لـ "المملكة" من داخل مخيم جنين، وهو يقوم بعملية الإجلاء، إن طواقم الجمعية ساعدت في إجلاء قرابة 500 عائلة فلسطينية من داخل المخيم في عملية استمرت قرابة ساعتين تحت تهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف المخيم.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إنّ القوات الإسرائيلية تضرب "بقوة كبيرة" منطقة جنين.
وصارت مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحًا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيليّة التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات يشنها مستوطنون على فلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أنّ "حصيلة شهداء جنين ارتفعت إلى 9، إضافة إلى شهيد في البيرة. ما يرفع حصيلة شهداء اليوم إلى 9، إضافة إلى 100 جريح، بينهم 20 بحالة الخطر"، وشهيد في البيرة.
وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي لوكالة فرانس برس، إنّ الهجوم الإسرائيلي يتمّ من الجو والبرّ. وأضاف "قُصفت منازل ومواقع عدّة... الدخان يتصاعد من كلّ مكان".
ويشهد مخيم جنين اشتباكات مسلحة، فيما تهرع سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفيات، وفق ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس.
من داخل المخيم، قال بدر الغول لفرانس برس "شاهدتُ جرافات تدخل وتدمر منازل وبداخلها سكانها".
وأشار إلى نزوح عائلات من المخيم مع ما تيسر جمعه من ملابس وأمتعة.
"فاجأتهم"
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الاثنين بقصف أهداف في مخيم جنين. وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت للصحفيين "نتخذ إجراءات" ضد أشخاص محددين.
وأكد هيشت أنّ الجيش "يعمل ضدّ أهداف محددة" معتبرا أن "الضربات الجوية في قلب المخيّم فاجأتهم".
وقال الناطق العسكري "نركز على البنية التحتية داخل المخيم. (العملية) يمكن أن تستمر ساعات، ويمكن أيامًا. بمجرد أن نحقق ما نحتاج إلى تحقيقه، سنخرج من هناك".
وأضاف أنّ العملية "يشارك فيها النخبة من كل القوات الإسرائيلية، وتجري اعتقالات وما زال العدد غير معروف".
وذكر جيش الاحتلال في وقت سابق أنّ قوّاته قصفت "مركز عمليّات مشتركة" يشكّل مركز قيادة "كتيبة جنين" التي كان شبّان من انتماءات مختلفة أعلنوا تشكيلها في 2021 بهدف "مقاومة الاحتلال".
وقال، إنّ العمليّة استهدفت موقعًا "للمراقبة والاستطلاع" فضلًا عن منشأة لتخزين الأسلحة ومخبأ.
من جهته، قال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت "نتخذ نهجا استباقيا وحاسما. من يؤذي مواطني إسرائيل، سيدفع ثمناً باهظاً... نحن نراقب عن كثب تصرفات أعدائنا، ومستعدون لكل سيناريو" وفق وصف غالانت.
وذكر بيان للجيش أن "جندياً أصيب بجروح طفيفة بشظايا قنبلة يدوية للجيش الإسرائيلي خلال عملية جنين، وتم نقله إلى المستشفى".
وقالت كتائب القسام التابعة لحركة حماس في مخيم جنين في بيان "مجاهدونا من الفصائل الفلسطينية كافة يواجهون جيش الاحتلال في أزقة مخيم جنين محدثين فيهم الإصابات المباشرة".
من جهتها، أكدت سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي "رداً على العدوان المستمر، وضمن معركة بأس جنين نفذ مجاهدونا منذ الصباح عددًا من الضربات النوعية في صفوف قوات وآليات الاحتلال".
وأعلنت مجموعة "عرين الأسود" من نابلس القريبة أن مجموعة من مقاتليها تشارك في القتال داخل مخيم جنين.
"كارثية"
ووصف عضو إقليم حركة فتح في محافظة جنين محمود حواشين الأوضاع في مخيم جنين بأنها "كارثية". وقال لفرانس برس وهو يتفقد الجرحى في مستشفى ابن سينا "هذه معركة غير متكافئة بين قوات عسكرية هائلة وبين شعب أعزل لا يملك سوى إرادته".
وتابع حواشين وهو من مخيم جنين "باغت الجيش سكان جنين بمسيِّراته، واستهدف البنية التحتية من ماء وكهرباء وسيارات. معظم الذين استشهدوا مدنيون، وليسوا من المقاومة". وقال "لسنا عشاق دم، نحن عشاق الحرية".
وفي 19 حزيران استشهد سبعة أشخاص في عملية في جنين قصفها جيش الاحتلال الإسرائيلي ومروحياته لأول مرة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005).
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان، إنّ "كلّ الخيارات مفتوحة لضرب العدوّ ردًّا على عدوانه في جنين". وأضافت "جنين لن تستسلم، ومقاتلونا عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات".
وأعلنت السلطة الفلسطينية في بيان عقب اجتماع طارئ ترأسه الرئيس محمود عباس "وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي".
وأضاف البيان أنّ مخرجات اجتماعات العقبة وشرم الشيخ "لم يعد لها جدوى ولم تعد قائمة" وذلك "في ظل عدم الالتزام الإسرائيلي" بها.
وأكّد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أنّ "ما تقوم به حكومة الاحتلال في جنين ومخيّمها جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل".
وطالبت الخارجية الفلسطينية "بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورا" داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى "الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين".