نفرح بالحسين، ومعه، في مناسبةٍ عزيزةٍ على قلب كل أردني، وهي مناسبة فرحٍ كنا أحوج ما نكون إليها كأردنيين، ويفرح معنا كل محبٍ للأردن، وقيادته، وشعبه.
مشاهد الفرح التي نرى تعابيرها في دروبنا، وقرانا، ومدننا، هي تعبير عن أصالة هذا الوطن بقيادته وشعبه، وهي صورة صادقة عن أنفسنا كأردنيين ملتفين حول قيادتهم ومليكهم، وصورة تصدر للعالم عن الدولة الأنموذج الراسخة ليس بعمرانها وتاريخها وحضورها، بل وبقيمها القائمة على المحبة، والاحتفاء بالحياة، وبالوطن، والألفة مع القيادة والتي كرسها ملوك بني هاشم على مدار أكثر من مئة عام.
إنّ زفاف سمو ولي عهدنا المحبوب، هو المناسبة التي عبرت عن أردننا، بتعابير الوفاء، وهي ملامح أحوج ما نكون إلى عيشها، ذلك أن الفرح، والمحبة، والوفاء، والألفة، وإبراز روح الأردن وهويته القائمة على تراثٍ عريقٍ وقيادةٍ ضاربةٍ جذورها، هو نموذج مهم في المنطقة، وصورة صادقة يجب أن تصل للعالم، فنحن في هذه المملكة وعلى مدار عشرات السنين، بنينا هذا الوطن وشيدناه على ثنائية المحبة والحماية... أيّ محبة تجمعنا ومستقاة من طبيعة عيشنا، وقيم البذل التي تربينا عليها، والحماية القائمة على أدوار خضناها في سبيل ما نؤمن به من قيمٍ أردنيةٍ وعروبيةٍ، وإنسانية.
واليوم، وفي موسم الفرح، نعيد إنتاج التعبير عن الذات الأردنية الوفية لقيادتها، والتي هي حالة متجذرة، والفرح بزفاف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، هو حالة ستبقى حاضرة في ذاكرة الأردنيين، وهي تذكرنا دوماً بأننا الشعب الوفي المحب لوطنه وقيادته الهاشمية.
لقد عشنا على مدار أيامٍ في أجواء الفرح هذه، وكان الأردنيون جميعاً فعلاً الحاضرون في الترتيبات لهذا الزفاف، والحاضرون في التفاصيل، يشاركون ويتابعون، ويحضرون، ويعبرون عن ذاتهم الحقيقية بإرث هذا الوطن وأصالته، ومعاصرته، أيضا.
فوفاءً ومحبة لمليكنا عبدالله الثاني ابن الحسين، ومحبة صادقة له، ولسمو ولي العهد، كانت القرى، والمدن، والبلدات، عامرةً بالأعلام والصور وحبال الزينة، فبات الوطن كله موحد بلونٍ واحدٍ وعنوانٍ عريض، هو نفرح بالحسين.
ونقول لجلالة الملكة رانيا العبدالله أم الحسين، وبلهجتنا الأردنية.. «يعطيك ألف عافية»، فقد كنت الحاضرة، والكريمة تجاه الأردنيات اللواتي شاركتهن الفرحة بأميرنا المحبوب، مؤديةً رسالة الأمومة الصادقة، ورسالة الوفاء للملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
إن هذا الوطن الكريم بشعبه وقيادته، في كل مرةٍ يثبت أنه ما يزال على عهده، وسيبقى أبناؤه يتوارثون المحبة، والوفاء، جيلاً عن جيل، مؤمنين أن القيادة الهاشمية هي مصدر الاستقرار، وأن لهم رسالة ومسؤولية، أن هذا الوطن نجح في أن يكرس نفسه كنموذج وعنوان للاستقرار، والعيش، والمحبة في منطقةٍ لم تشهد منطقة مثلها ما مرّت به من منعطفات، حتى كان وطن المحبة الصادقة بالرغم من كل ما أحاط بنا من ظروفٍ.
ختاماً، مبارك لكم سمو ولي عهدنا الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وستبقى أمنيات الأردنيين، ودعوات الأردنيات، بأن يحفظكم تتردد على الشفاه، حمى الله الأردن، ودامت مواسم فرحه.