مدار الساعة - كتب : حمزة المعاني
هكذا عنون "موقع فرانس" 24 عام 2011 في مطلع مقاله بأن الرئيس التركي رجب أردوغان سوف يزور دول الربيع العربي،وهنا يتبادر للقارئ ما هو سبب زيارة الرئيس التركي للدول العربية التى حصل فيها ثورات ضد الأنظمة العربية ؛ولابد لنا أن نقف وقفة سريعة مع هذا العنوان.
فقد جاء ما يسمى ب "الربيع العربي" ليتضح نوايا حزب العدالة والتنمية الإقليمية والتوسعية بعد أن أصبح الحزب طرفا في أحداث "الربيع العربي" من خلال تقديم كل أنواع الدعم للحركات الإسلامية ومجموعاتها المسلحة؛وعند سقوط جماعة الاخوان المسلمين في مصر أصيب مشروع أردوغان العقائدي والتاريخي بنتكاسات وترهل، فقد خسر كل الرهانات وضاعت جميع الأحلام.
ولم يكتفى بهذا القدر فقد جعل تركيا حاضنة للمعارضين العرب مع تأمين كامل الحماية لهم،وهنا يتضح نوايا أردوغان وتدخلاته في الدول العربية واطماعه في التمدد وفرض سيطرته ونفوذه على حساب استقرار وآمن البلاد ،فقد جر الربيع العربي الويلات والخراب على الشعوب .
ومما يحير العقول والأذهان انه بعد أحداث 2016 في تركيا إنقلب السحر على الساحر فقد قال أردوغان في تصريحاته،التى نقلتها وكالة الأنباء التركية الرسمية " "البعض لا يزالون يحنون إلى حدوث ربيع تركي، في حين تحوّل كل مكان جلبوا له الربيع إلى شتاء حالك.. تركيا عبر تمتعها بتقاليد دولة تمتد لآلاف السنين، وماضيها الحضاري المجيد، وخبرتها الممتدة في الحكم بمنطقتها، أكبر من أن يقدر أحد على ابتلاعها".
وهنا يتضح التناقض بين التصريحين ويتضح ميزان الإعوجاج في التعامل مع الحدث فالأول كان مع دمار الدول العربية وخرابها والثاني مع استقرار دولته وأمانها.
